عدد مساهماتى |♥ : 4846تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
موضوع: الشاعر بدر شاكر السياب الأربعاء أبريل 20, 2011 6:00 am
الشاعر بدر شاكر السياب
ولد الشاعر بدر شاكر السياب عام 1926 في قرية جيكور على الفرات، قرب مدينة البصرة جنوب العراق.
تنقل بين جيكور وأبي الخصيب والبصرة ثم بغداد لاستكمال تعليمه وتحصيله الدراسي ليتخرج من دار المعلمين في بغداد في منتصف الأربعينات، حيث كانت بغداد تعيش كباقي العواصم العربية انعكاسات الصراعات العالمية أثناء الحرب الثانية.
دخل السياب معترك الحياة السياسية وعانى منها الكثير فقد دخل السجن مرات وطرد من الوظيفة ونفي خارج البلاد.
صدرت مجموعته الأولى "أزهار ذابلة" عام 1947 في القاهرة وكان كتب في منفاه أجمل قصائده ومناجاته الشعرية غريب على الخليج وصهرت هذه المرحلة شعره ليتبلور فيها صوته وتكتمل أداته ويكتب ذروة نصه الشعري الذي صار يتميز به بعد رحيله.
زار بيروت عام 1960 لطبع ديوان له، وقد ساهم في هذه الفترة في الحركة الشعرية والثقافية المتمثلة بصدور مجلة شعر وحوار والآداب.
وفي هذه الفترة بالذات تدهورت صحته وصار يتنقل بين بيروت وباريس ولندن وراء العلاج وكان جمسه يهزل أكثر وأكثر حتى انكسر عظم ساقه لهشاشتها.
شكلت هذه السنوات الأخيرة بين 1960 - 1964 مأساة السياب الصحية والاجتماعية حيث عانى من الموت يحمله بين ضلوعه في المنافي وليس لديه إلا صوته ومناجاته الشعرية ممزوجة بدم الرئة المصابة، حتى مات مسلولا في يوم 24/12/1964 في المستشفى الأميري في الكويت.
أسس السياب لحداثتنا شعرا وكتب قصائد لا ماضي لها في الشعر العربي المعاصر مختطا بذلك مسارا في القصيدة العربية الحديثة سار عليه الكثيرون من بعده.
يمتاز شعر السياب بالمناجاة الغنائية العميقة والصورة البارعة التي تمتزج فيها اللغة بالرؤية وبالإيقاع في مدى شعري ممتد بين روعة الأداء وعمق الدلالة وتشابك إيماءاتها.
صدرت له المجموعات الشعرية التالية "أزهار وأساطير" و"المعبد الغريق" و"منزل القنان" و"أنشودة المطر" و"شناشيل ابنة الجلبي".
وهذه احدى قصائده
الوصية
من مرضي من السرير الأبيض من جاري انهار على فراشه و حشرجا يمص من زجاجة أنفاسه المصفره ، من حلمي الذي يمد لي طريق المقبره والقمر المريض و الدجى ..؟ أكتبها وصية لزوجتي المنتظره وطفلي الصارخ في رقاده : " أبي ، أبي" تلم في حروفها من عمري المعذب لو أن عوليس وقد عاد إلى دياره صاحت به الآلهة الحاقدة المدمره أن ينشر القلاع ، أن يضل في بحاره دون يقين أن يعود في غد لداره ما خضه النذير و الهواجس كما تخض نفسي الهواجس المبعثره اليوم ما على الضمير من حياء حارس أخاف من ضبابة صفراء تنبع من دمائي تلفني فما أرى على المدى سواها أكاد من ذلك لا أراها يقص جسمي الذليل مبضع كأنه يقص طينة بدون ماء ولا أحس غير هبة من النسيم ترفع من طرف الستائر الضباب ليقطر الظلام ، لست أسمع سوى رعود رن في اليباب منها صدى وذاب في الهواء … أخاف من ضبابة صفراء
أخاف أن أزلق من غيبوبة التخدير إلى بحار ما لها من مرسى و ما استطاع سندباد حين أمسى فيهن أن يعود للعود وللشراب والزهور، صباحها ظلام وليلها من صخرة سوداء من ظل غيبوبتي المسجور إلى دجى الحمام ليس سوى انتقالة الهواء من رئة تغفو ، إلى الفضاء أخاف أن أحس بالمبضع حين يجرح فاستغيث صامت النداء أصيح لا يرد لي عوائي سوى دم من الوريد ينضح وكيف لو أفقت من رقادي المخدر على صدى الصور ، على القيامة الصغيرة يحمل كل ميت ضميره يشع خلف الكفن المدثر ، يسوق عزرائيل من جموعنا الصفر إلى جزيره قاحلة يقهقه الجليد فيها ، يصفر الهواء في عظامنا ويبكي ماذا لو أن الموت ليس بعه من صحوه ، فهو ظلام عدم ، ما فيه من حس ولا شعور ؟ أكل ذاك الأنس ، تلك الشقوه و الطمع الحافر في الضمير والأمل الخالق من توثب الصغير ألف أبي زيد تفور الرغوه من خيله الحمراء كالهجير أكلها لهذه النهايه ؟ ترى الحمام للحياة غايه ؟ إقبال يا زوجتي الحبيبه لا تعذليني ما المنايا بيدي ولست، لو نجوت ، بالمخلد كوني لغيلان رضى وطيبه كوني له أبا و أما و ارحمي نجيبه وعلميه أن يذيل القلب لليتيم و الفقير وعلميه
ظلمة النعاس أهدابها تمس من عيوني الغريبه في البلد الغريب ، في سريري فترفع اللهيب عن ضميري لا تحزني إن مت أي بأس أن يحطم الناي ويبقى لحنه حتى غدي ؟ لا تبعدي لا تبعدي لا …
بيروت 19 - 3 - 1962 من ديوان (المعبد الغريق الطبعة الأولى دار العلم للملايين بيروت- 1962