تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846 تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011 موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
| موضوع: القرآن و علم الاثار السبت أبريل 16, 2011 3:40 pm | |
| يشترك القران الكريم مع التوراة في حديثه عن النبوات الأولى والأمم القديمة التي خلت ويزيد عليها بحديثه عن هود وصالح وقوم عاد وثمود وأصحاب الرس وتقديمه معلومات تفصيلية عن الطوفان وعن إبراهيم ويوسف والأسباط وموسى وبني إسرائيل وقد جاء بعضها مخالفاً لما ورد في التوراة . وعلى الرغم من الحقيقة الآنفة الذكر ومن وجود عدد لا بأس به من علماء الآثار من أبناء المسلمين وتراكم كشوفات الآثار المتعلقة بالأمم القديمة وتعاظم نشاط علماء آثار التوراة على الرغم من كل ذلك لم يظهر (علم آثار القرآن) [1] وفي تقديرنا أن أسباب ذلك تعود إلى :
1 . إن اغلب أو كل المشتغلين بالآثار هم من المسلمين الذين انقطعت صلتهم الفكرية مع القران الكريم .
2 . إن علم الآثار في البلاد الإسلامية اقترن بحالة الابتعاد عن الإسلام وإحياء أمجاد الشعوب ما قبل العهد الإسلامي بهدف أضعاف الرابطة الإسلامية وإذكاء الرابطة القومية والوطنية .
3 . ضعف الدراسات المقارنة لدى الإسلاميين عموما ولعل مرد ذلك إلى عدم وضوح أثرها الجيد على الدراسات الإسلامية والنشاطات التبليغية .
4 . عدم توفر القدرة لأغلب علماء المسلمين على الاستفادة المباشرة من المصادر المكتوبة بالإنجليزية والفرنسية والألمانية أو المكتوبة بالعبرية والسريانية والمسمارية وهي شروط لازمة للعمل في هذا الحقل .
:s26:دور علم الآثار:s26: في تنشيط الدعوة إلىالقران الكريم يعلن القرآن الكريم موقفا واضحا من الكتب الإلـهية التي عاصرها (التوراة والإنجيل) على أنها كتبٌ إلـهية ابتليت بالتحريف والزيادة والنقصان ومن ثم عرض القران نفسه إزاءها على انه مصدق ومهيمن ومصحح لبعض أخطائها . ويعرض المسلمون القرآن الكريم / وقد عرض نفسه كذلك / على انه محفوظ من الزيادة والنقيصة . وفي ضوء ذلك : يترقب الباحث أن تكون مكتشفات علم آثار الشرق عامل اختبار إيجابي جدا [2] للمعلومات القرآنية حول الحضارات القديمة والتي لم تذكرها التوراة أو التي ذكرتها التوراة وخالفها القرآن في بعض التفاصيل عنها . ومن المؤكد أن ذلك سوف ينشط حركة القرآن في نفوس أبنائه بل في نفوس خصومه . ونحن على يقين وثقة حين نقول : إن دراسة المعلومات القرآنية وأحاديث أهل البيت (ع) المرتبطة بها في ضوء معطيات علم الآثار وكشوفاته ستؤدي إلى فتح آفاق جديدة في فهم حركة التاريخ البشري وتطور الحضارات ، مضافا إلى ترشيد حركة التنقيب الآثاري في الشرق ، وتصحيح مسيرة علم الآثار وإعادة تنظيم أولويات أهدافه ليؤدي أيضا إلى حركة اكثر نشاطا باتجاه القرآن واقرب إلى هدفه [3] من تلك التي نشأت بفعل دراسة بعض آيات القرآن في ضوء معطيات العلم الحديث .
وذلك :
لان الأفق العلمي الحديث الذي كانت تنطوي عليه بعض الآيات بقي كامنا حتى أثارته الكشوفات العلمية الآتية من الغرب المسيحي وهو امتياز يسجله القرآن الكريم في قبال التوراة التي أبدت نصوصها في هذا المجال تخلفا سجله الباحثون الغربيون أنفسهم عليها [4] .
أما الأفق الآثاري والتاريخي للقرآن فهو واضح فيما يخالف التوراة وفيما يوافقها به وحين تأتي كشوفات الآثار لتنسجم مع هذا الأفق بل تنسجم مع المعلومات التي آثارها القرآن الكريم وتداولـها المسلمون طوال القرون التي مرت على نزوله نكون أمام أدلة حسية على صدق إخبارات القرآن الكريم عن أوضاع الأمم الغابرة وبالتالي أمام أدلة حسية جديدة على نبوة محمد (ص) في الساحة العالمية المعاصرة .
إذ كيف يتاح لمحمد (ص) إذا لم يصدر عن الوحي فيما يقول أن يذكر عن قوم نوح وهود وصالح وإبراهيم معلومات تخالف موروث أهل الكتاب ومعلومات عصره ويربط مصير دعوته بتلك المعلومات على أنها الحق والواقع في أفق الزمن الممتد الذي ينطوي على كثير من المفاجآت ومنها مفاجأة الكشف عن حضارات تلك الأمم الغابرة .
إذن فالتطابق بين المعلومات القرآنية عن الحضارات القديمة وكشوفات علم الآثار فيها يأتي تصديقا لقوله تعالى :
(تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا) هود/49.
وقوله تعالى :
(ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ) هود/100 .
| |
|