تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846 تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011 موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
| موضوع: ومن رواية (رقص) لمعجب الزهراني الثلاثاء يونيو 07, 2011 8:57 pm | |
| تأتي تلك الأقوال على لسان البطل سعيد الشخصية الأكاديمية التي عاشت في فرنسا ودرست ثم عملت في جامعتها العريقة السوربون، لينتهي به مطاف أحلافه عند قريته الجنوبية.. يكتب ويغني ويرقص ويتذكر ويقول: (لأننا لا نحسن التفريق بين وهم وحقيقة، نخلط وقائع الحياة بأحلامنا، فتتداخل الخيوط، ولا نعود نعرف أين نوجد، وكيف نعيش! هناك آلة ذهنية تعطلت ولابد من إصلاحها أو إتلافها كي لا نظل ضحايا لثقافة السراب هذه..) ويقول: (الدّين ليس أفيون الشعوب وصرخة المضطهدين.. والإيمان بالطريقة التي يفرضها الكهنة على البشر، ويستثمرها السلاطين لا يعنيني، السعيد هو من يفرح بما لديه، ويحترم ما لدى الآخرين، أمّا الحكيم فهو الذي ينشغل بحقائق الحياة على الأرض، ويترك حقائق السماء لأهلها)، ويقول: (صدقت يا صديقي، المنطقة كلها مرشحة لمزيد من الوارث، لأنها أصيبت بالعمى، وتصر على التداوي بالتعاويذ..) وينشد بين كل فصل وآخر: (من يريد أن تضحك له الحياة فليرقص لها). * وفي الرواية الأخيرة لرجاء عالم (طوق الحمام) نجد تراجيع عذبة لتراتيل مكة المكرمة القديمة في الذاكرة.. أكثر من مائة عام بقليل تسترجع الكاتبة مشاهده بدقة متناهية.. تدهشك بأجوائها الكرنفالية البديعة: (في الطابق الذي يليه وقف معاذ على باب المجلس، متيحًا ليوسف الانفراد بصورة نادرة لهندسة الحرم منذ بدايات القرن العشرين، قبل التوسعة والإزالة، لبئر زمزم وقبته، وبوابة بني شيبة، ولمقام إبراهيم الذي هو مقام الشافعي، والحطيم أو الحجر، ومقام الحنفي والمالكي والحنبلي، والمباني التي تجاهد للأطلال على ذلك الصحن: قصر الحكومة أو الحميدية، وقلعة أجياد وأبراجها الخلفية.. في الطابق الذي يليه صار يوسف مهيأ للتماهي بمشاهد لمكة وناسها السائرين بالأحياء القديمة: جبل الترك، وجبل الهندي، وحارة السليمانية من الأفغان، وزقاق المغاربة، وزقاق البخارية، وفضاءات الأفارقة والجاويين والأكراد، والسند والشام واليمن وحضرموت.. أولئك الصبيان سود وبيض وبعيون مشقوقة يلعبون حفاة، والسود الذين يشكلون فرقة تلعب على الطنبور وترقص بخشاخش الأظلاف والخشب، ووجوه التجار الهنود بالجبب الداكنة على الثياب البيض يساومون الضباط الأتراك بالسيوف المرصع، وإبل الهجانة ملبسة بالأوشحة المطرزة بالفضة، والابتسامات الملمومة لأطفال الأشراف في جببهم القصيرة معممين بالكوافي المرصعة بتنجيم اللؤلؤ، وأطفال الأعيان الأكثر جدية في المشالح المحزمة، أو أطفال بني شيبة سدنة الكعبة بمسحة الجلال في الثياب المقصبة، والمؤذنين الراجعين بنسبهم لابن الزبير..). ... يااااه كنت في صدد نقل بعض أقوال (صادقية).. تلك المرأة الجنوبية المشعة بالجلال والحكمة والدهشة في رواية يحي أمقاسم المبهرة حقًا (ساق الغراب) | |
|