يتناول هذا القسم عرض لبعض الآراء والنظريات القديمة حول موقع لقاء النبي موسى والخضر والرد عليها بالنقد والتحليل العلمي والتاريخي
والنقد التاريخي وتصحيح النظريات القديمة , لا يعنى الانتقاص من قدر العلماء الأجلاء والمؤرخين السابقين والتي قامت نظرياتهم باجتهادات شخصية في عصر كان يفتقر للتقنيات الحديثة في البحث العلمي كما يوجد الآن في عصرنا الحديث من تطور تقني من وسائل إيضاح حديثة للبحث والتنقيب والتحليل والتصوير الفضائي وغيرة من علوم متطورة أفادت البشرية , وقد حث الإسلام وأوضح القران الكريم في آيات كثيرة علي ضرورة إعمال العقل فيما يرى ويسمع الإنسان وفيه تأكيد على ضرورة الحجة والبرهان ووجوب التثبت وتأمل الأمم السابقة والاستفادة من تاريخ الماضي قال تعالى
أختلف العلماء والمفسرون في تحديد الموقع التاريخي للقاء نبي الله موسى والخضر عليهم السلام وتم وضع عدة افتراضات حول موقع اللقاء والمذكور في القرآن الكريم (مجمعالبحرين) وثار الكثير من الجدل حول هذه القضية الهامة والمهمشة تاريخيا , وفى وسط هذه الافتراضات لم يتحدد تحديدا موقع اللقاء التاريخي وظل موقع الحدث مجهول تاريخيا , وظهرت في الآونة الأخيرة على شبكة الانترنت في عدة مواقع لها قاعدة اتصالات واسعة مواقع تبث نفس النظريات القديمة ومعلومات مغلوطة دون التحقق وإجراء البحث العلمى عليها , وتشير المعلومات المنشورة إلى أماكن مختلفة دون الاستناد إلى أدلة تاريخية أو علمية وقد انتشرت هذه المعلومات بسبب تقنية الاتصالات الحديثة وأصبحت هذه القضية عرضه للعابثين بالتاريخ من بث ونشر نظريات اجتهادية ومنقولة عن روايات ولا تستند لحقائق علمية وتستوجب النقد والتحليل التاريخي.
أولا: عرض النظريات القديمة حول موقع مجمعالبحرين :-
قال العلماء والمفسرين مثل (الألوسى - الطبري – عن مجاهد وقتادة )
أن مجمعالبحرين : هما بحر فارس مما يلي المشرق وبحر الروم مما يلي المغرب . وقال محمد بن كعب القرظى مجمعالبحرينعند طنجة فى أقصى بلاد المغرب ( مضيق جبل طارق حاليا )
وقال غيرهم من العلماء : هما البحران ( الكر والرس بأرمنية ) وقيل بحر القلزم ( البحر الأحمر )
قَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب . وَرُوِيَ عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب أَنَّهُ بِأَفْرِيقِيَّة . وَقَالَ السُّدِّيّ : الْكُرّ وَالرَّسّ بِأَرْمِينِيَّة وقيل بحر القلزم . أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {مجمعالبحرين} قال: بحر فارس والروم، هما بحر المشرق والمغرب .وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس مثله. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي بن كعب في قوله: {مجمعالبحرين} قال: أفريقية. وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله:
{مجمعالبحرين} قال:طنجة. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : {مجمعالبحرين} قال: الكر والرس
ونستخلص من كل هذه الافتراضات وجودنظريتين هما الأكثر تقاربا بين العلماء والمؤرخين
استندت معظم النظريات السابقة إلى روآيات منقولة عن معلومات جغرافيا مشوشة ومغلوطة كما تبين الخرائط الجغرافيا القديمة بصور الخرائط أرقام 1/2/3/4 للخرائط العربية والأجنبية والتي رسمت منذ قرون , ويتضح كم كانت المعلومات الجغرافية غير دقيقة قديما كما هو موضح بالصور وتخالف الحقائق الجغرافيا المعروفة الآن ويتضح من الخرائط القديمة رسم البحر الأحمر بدون خلجان ( خليج العقبة – خليج السويس ) كما هو موضح (بخريطة رقم 3 ) علما أن التغيرات الجيولوجية التى حدثت للقارات والمحيطات وغيرت وجه اليابسة وتكوين الخلجان قد حدث منذ العصور الجيولوجية القديمة أى قبل ظهور هذه النظريات بأزمنة , وتشير الحقائق الجيولوجية لسيناء أن صخور القاعدة تتكون من صخور نارية متحولة تشكل الأساس الصخري الذي ترتكز فوقه الطبقات الرسوبية التي ترسبت خلال الأزمنة الجيولوجية بعصورها المختلفة وترجع هذه التكوينات في أصل نشأتها إلى الزمن الأركي أي إلى ما قبل عصر الكمبرى او عصور الزمن الجيولوجي الأول. وبذلك تتمثل في سيناء معظم التكوينات الجيولوجية والطبقات الصخرية الموجودة في الأراضي المصرية وهذه الحقائق الجيولوجية تقدر بملايين السنين . .
نماذج للخرائط العربية القديمة:
شكل رقم 1 خريطة الادريسى بلاد الشرق
نماذج للخرائط الأجنبية القديمة:
شكل رقم 2 الخرائط الأجنبية القديمة ويتضح رسم البحر الأحمر بدون خلجان
2- الحقائق التاريخية فى أحداث النبي موسى علية السلام:
تؤكد الحقائق التاريخية ماجاء بالكتب المقدسة من وقوع أحداث بنى اسرائيل على أرض مصر وسيناء من بدايات تكوين جماعات بنى اسرائيل ودخول نبى الله يعقوب ( اسرائيل ) ويوسف حتى بعثة نبى الله موسى والخروج من أرض مصر الى سيناء والتيهه فيها لمدة أربعين سنة ثم الخروج نهائيا من أرض مصر بقيادة خليفة موسى يوشع بن نون, وهذه النظريات حول مجمعالبحرين يشوبها الخطاء التاريخي وذلك لبعدها عن مسرح الأحداث داخل أراضى سيناء كما جاء فى القرآن الكريم من سرد أحداث بنى اسرائيل فى قولى تعالى :