تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846 تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011 موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
| موضوع: تابعحقائق عن سيدنا الخضر عليه السلام الخميس مايو 05, 2011 6:59 am | |
| مطلب: ( أقسام المجهول من الرواة) مع أن قوله فيه مجهول لابد له من بيان . إذ المجهول على ثلاثه أقسام : أحدها : مجهول الروايه , وهو لا يعرف إلا بحديث أو حديثين , فإن روى عنه السلف , وشهدوا له بصحة الحديث أو اختلفوا فى قبول حديثه , و سكتوا عن الطعن بعدما بلغهم الحديث صار ذلك المجهول كالمعروف فيقبل حديثه. وإن لم يظهر من السلف الا الرد كان مستنكرا , ويسمى منكرا فلا يقبل عند الأكثر , وقبله ابن عباس , و قال به الحسن و عطاء و الشعبى , وإن لم يظهر حديثه فى السلف , فلا يقبل بل يرد , ولا قبول يجوز العمل به فى قرن الصحابة و التابعين و تابعهم أما بعد الثالث( ) فلا لغلبة الكذب . وثانيهما : مجهول العدالة والضبط وهو المسمى بالمستور ، وظاهر المذهب أن خبر المستور مقبول فى القرون الثلاثة وغير مقبول فى غيرها ، وعن أبى حنيفة قبوله ما لم يرده السلف . وثالثهما : مجهول النسب ، وهذه الجهالة غير مانعة من قبول حديثه كذا فى التقرير . وأخرج ابن أبى الدنيا عن محمد بن يحيى عن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وكرم الله وجهه قال : بينما أنا أطوف بالبيت إذا أنا برجل متعلق بالأستار ، وهو يقول : يا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لا يغلطه السائلون ، يا من لا يتبرم ( ) بإلحاح الملحين . أذقنى برد عفوك ، وحلاوة رحمتك ، قال : قلت : أعد لى هذا عافاك الله لعلى أعتمده ، قال : نفس الخضر بيده لو أن عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وحصى الأرض لغفر الله لك أسرع من طرفة عين . وأخرجه البيهقى فى ( الدلائل) من طريق الحجاج بن قرفصة أن رجلين كانا يتبايعان عند عبد الله ابن عمر فكان أحدهما يكثر الحلف ، فينما هو كذلك إذ مر بهما رجل فقام عليهما ( ) فقال للذى يكثر الحلف : يا عبد الله اتق الله ، ولا تكثر الحلف ، فأنه لا يزيد فى رزقك إن حلفت ، ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف . قال : امض لما يعنيك قال : لإنا هذا مما يعنينى . قالها ثلاث مرات ، ورد عليه قوله . فلما أراد أن ينصرف عنهما قال : إن من الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك ، ولا يكن فى قولك فضل على فعلك . ثم انصرف . فقال عبد الله بن عمر : الحقه واستكتبه هذه الكلمات فقال : يا عبد الله اكتب لى هذا الكلمات يرحمك الله. فقال ك الرجل : ما يقدر الله يكن . وأعادهن عليه حتى حفظهن . ثم مشى ووضع إحدى رجليه فى المسجد فما أدرى أرض لحسه أم سما . قال ابن عمر : فكانوا يرون أنه الخضر أو إلياس . وذكر ابن ابى حاتم فى (الجرح والتعديل ) عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه روى كل ما فى الزهد عن رجل يرى له ، غاب عنه فلا يدرى كيف ذهب فكان يرى أنه الخضر عليه السلام حى ، وكفى بمثل هذا الصحابى الجليل قدوة ، على أن الظاهر أنه ما اقتبس هذا إلا من مشكاة النبوة كما هو اللائق بشأن الصحابة . وروى سيف فى ( الفتوح ) أن جماعة كانوا مع سعد بن ابى وقاص فرأوا أبا محجن وهو يقاتل ،فذكر قصة أبى محجن بطولها وأنهم قالوا وهم لا يعرفونه : ما هو إلا الخضر . قال الحافظ ابن حجر : وهذا يقتضى أنهم كانوا جازمين بوجود الخضر . قلت : هذا الجزم لا يكون إلا بالتوفيق ( ) من قبل الشارع . وأخرج أبو نعيم فى (الحلية ) عن مشرف على الناس حسن بينما انا أطوف بالبيت إذ أنا برجل مشرف على الناس حسن الشيبة فقال بعضنا لبعض : ما أشبه هذا الرجل أن يكون من أهل العلم ، فأتيناه حتى قضى طوافه فصار إلى المقام فصلى ركعتين ، فلما سلم أقبل على القبلة فدعا بدعوات ثم التفت إلينا وقال : هل تدرون ما قال ربكم ؟ قلنا : وماذا قال ؟ قال : قال : ربكم أنا الملك أدعوكم أن تكونوا ملوكا . ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات فأعاد كلامه لكن قال : قال : ربكم انا الحى الذى لا أموت أدعوكم إلى أن تكونوا أحياء لا تموتون . ثم أقبل على القلبة فدعا بدعوات . ثم ألتفت إلينا فقال : تدرون ماذا قال ربكم ؟ قلنا : ماذا قال : ربنا حدثنا يرحمك الله ؟ قال : قال ربكم أنا الذى أذا اردت شيئا كان لكم . قال ابن عيينة : ثم ذهب فلم نره قال : فلقيت سفيان الثورى فأخبرته بذلك فقال : ما أشبه أن يكون هذا الخضر ، أ, بعض هؤلاء الأبدال . تابعه محرز بن ابى خديجة عن سفيان ، وروى رباح بن ابى الأزهر عن العباس بن يزيد عن سفيان نحوها . وقال أبو عبد الرحمن السلمى فى تصنيفه : سمعت محمد بن عبد الله الرازى يقول : سمعت بلالا الخواص يقول : كنت فى تيه ( ) بنى اسرائيل فإذا برجل يماشينى فعجبت ثم الهمت أنه الخضر ، فقلت : بحق الحق من انت ؟ قال : انا أخوك الخضر فقلت : ما تقول فى الشافعى ؟ فقال : من الأوتاد قلت : فأحمد بن حنبل ؟ قال : صديق قلت : فبشر بن الحارث ؟ قال : لم يلحق بعده مثله . قلت بأى وسيلة رأيتك ؟ قال : ببرك ( ) رآه بعد أن رآه شيخا كبيرا على حالته الأولى فنهاه عن ذلك أيضا . قال : فالتفت لأكلمه ( ) فلم أره فوقع فى نفسى ( ) أنه الخضر . قلت : هذا يعنى انه كان جازما بوجوده . وروى يعقوب بن سفيان فى (تاريخه) من طريق رياح ابن عبيدة قال : رأيت رجلا يماشى عمر بن عبد العزيز معتمدا على يديه ، فلما انصرف قلت له : من الرجل الذى كان معك معتمدا عل ىيديك آنفا ؟ قال : وقد رأيته يا رياح ؟ قلت : نعم قال : إنى لا أراك إلا رجلا صالحا . ذاك أخى الخضر بشرنى أن سألى وأعدل . وقد اخرج أبو عروبة فى ( تاريخه ) ، وأبو نعيم فى (الحلية) رياح بالتحتية وثقه أبو زرعة ، وابن معين ، والنسائى ، وابن حبان . قال الحافظ ابن حجر فى (الإصابة) هذا أصلح إسناد وقفت عليه فى هذا الباب ، وقال فى (فتح البارى ) : ولم يقع لى إلى الأن خبر ولا أثر بسند جيد غيره ( ) وهذا لا يعارض الحديث الأول فى مائة سنة فإن ذلك كان قبل المائة . انتهى . قلت : هذا التسليم منه لبقائه إلى زمن النبى صلى الله عليه وآله وسلم وحياته بعده ، لكن فى قوله : ولم يقع لى إلى الأن خبر ولا أثر بسند جيد غيره نظر ، لأنه فى (الإصابة) ، و(فتحالبارى) حكم بحسن بعض الأخبار والآثار بل بصحتها ( ). واعلم أن هذا الأثر دل على ان عمر بن عبد العزيز ( ) كان يذهب إلى حياة الخضر عليه السلام ، وكان يجتمع به ، وعمر بن عبد العزيز تابعى جليل أجمعوا على جلالته وفضله ووفور علمه وشفقته على المسلمين . صلى أنس بن مالك خلفه قبل خلافته ثم قال : ما رأيت أحدا أشبه صلاة رسول الله عليه وآله وسلم من هذا الفتى ، وقال ضفيان الثورى : الخلفاء خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعمر بن عبد العزيز . وقال أحمد بن حنبل : يروى فى الحديث أن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصحح لهذه الأمة دينها فنظرنا فى المائة الأولى فإذا هو عمر بن عبد العزيز . انتهى . ما ( ) قاله بعد ما ورد عن عمر بن عبد العزيز ، لكن منكر حياته قد يقول : إن عمر بن عبد العزيز كان ممن يذهب إلى حياته ، ورأى رجلا صالحا أخبره بطريق الكشف ( ) عن أمره فغلب على ظنه أنه الخضر فصرح به فقد استعجل فى الكلام ، ولم يتأمل فى المقام ؛ لأن قوله : إن عمر بن عبد العزيز كان ممن يذهب إلى حياته ، وقوله : ورأى رجلا صالحا إلخ كلام خرج عن فيه من غير أن يتأمل ما فيه ( ) لأن قول عمر بن عبد العزيز وقد رأيته يا رياح ؟ إنى لا أراك إلا ( ) رجلا صالحا يدل على أن ذلك الرجل ليس ممن يراه كل أحد ، بل ممن يراه الصالحون ( ) ، ولو كان رجلا صالحا غير الخضر لا ستوى فيه الراؤون الصالحون والطالحون . وروى عمرو الجمحى فى فوائده ، والفاكهى فى كتاب (مكة) عن جعفر بن محمد أنه رأى شيخا كبيرا يحدث أباه ثم ذهب فقال له أبوه : رده على . قال : فطلبته فلم أقدر عليه ، فقال لى أبى : ذاك الخضر . قال الحافظ ابن حجر فى (الإصابة) : فى سنده مجهول . قلت يعنى انه ضعيف . وعن محمد بن عمر عن جعفر اتلصادق أنه كان مع أبيه فجاءه رجل فسأله عن مسألة قال : فأمرنى أن أرد ( ) الرجل فلم أجده فقال : ذلك الخضر . وعن جعفر المنصور أنه سمع رجلا يقول فى الطواف : اشكو إلى الله ظهور البغى والفساد . فدعاه فوعظه ثم خرج فقال : اطلبوه فلم يجدوه فقال : ذلك الخضر . وقال الحافظ السيوطى فى كتابه المسمى بــ ( الحقيقة العلية ) ( ). ومما أنكر على الصوفية قديما أمر الخضر واجتماعهم به وحياته ، وممن أنكر ذلك ابن الجوزى وقال : إنه لو كان حيا لاجتمع بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم ، ولو اجتمع لورد ، وقد رد الناس على من أنكر ذلك . قال ابن الصلاح : الخضر حى عند جماهير العلماء والصالحين ، وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين . وقال النووى فى ( شرح مسلم ) : جمهور العلماء على أنه حى موجود بين أظهرنا ، وذلك متفق عليه عند الصوفية ، وأهل الصلاح والمعرفة . انتهى . وألف غير واحد كتبا أخر فى ذلك أخرهم شيخ الإسلام ابن حجر . وقد ورد فى عدة أحاديث اجتماعه بالنبى صلى الله عليه و آله وسلم وإن كانت ضعيفة ، فكثرة الطرق والخبار تقويها ، وتعزيته للصحابة عند موت النبى صلى الله عليه وآله وسلم وقول على : هذا الخضر ، وسكوت الصحابة يكاد يكون إجماعا . وقصة اجتماعه بعمر بن عبد العزيز إسنادها صحيح ، والأخبار فى شأنها كثيرة ، وقد سقتها فى كتاب ( علية الأولياء ) وفى ( تفسير المأثور ) ، انتهى كلامه . وقال الحافظ ابن حجر فى ( الإصابة ) : ذكر لى الحافظ أبو الفضل العراقى أن الخضر حى ، فذكرت له ما نقل عن البخارى والحربى من إنكار ذلك فغضب وقال : من قال إنه مات غضبت عليه . قال : فقلنا : رجعنا عن اعتقادنا موته . انتهى . اعلم أن الأخبار الورادة فى حياة الخضر كثيرة بحيث بلغت حد التواتر المعنوى وذلك لا محالة يقطع بصحة حياة الخضر ضرورة . قال الحافظ ابن حجر : يستفاد من هذه الأخبار التواتر المعنوى لأن التواتر لا يشترط فيه ثقة رجاله ولا عدالتهم ، وإنما العمدة على على ورود الخبر بعدد يستحيل فى العادة تواطؤهم على الكذب ، فإن اتفقت ألفاظه فكذلك ، وإن اختلفت فهو التواتر المعنوى . انتهى . قلت : الخبر المتواتر موجب للعلم قطعا . فإن قيل : كل واحد لا يفيد إلا الظن وضم الظن لا يفيد اليقين . وأيضا جواز كذب كل واحد يوجب جواز كذب المجموع ؛ لأنه نفس الآحاد قلنا : يكون مع الإجتماع ما لا يكون مع الأنفراد كقوة الحبل المؤلف من الشعرات ، وكذا قالوا فى الحديث الضعيف إذا تعددت وكثرت طرقه يتقوى وإن كان كل طريق منها ضعيفا . نسأل الله التوفيق والغفران ، ونعوذ به من الخذلان والحرمان . تنبيه : إذا قلنا إن الخضر نبى او رشسول فهو تابع لشريعة نبينا صلى الله عليه وىله وسلم ، لأ، شريعته ناسخة لما قبلها من الشرائع ، فهو من جملة أمته كسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام حين نزوله فما قيل فيه من كيفية أخذه شريعة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يقال فى الخضر عليه السلام ، وأما إذا قلنا أنه ملك فله أمر يخصه ، وأما إذا قلنا : إنه ولى فيتعين عليه التقليد لأحد الأئمة الأربعة أو الاجتهاد إن قدر عليه ، والله سبحانه وتعالى أعلم
| |
|