عدد مساهماتى |♥ : 4846تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
موضوع: الها نزار قباني ، وصدقته بلقيس الأحد أبريل 10, 2011 12:22 am
لا تخافي .. لا تخافي .. ما هناك امرأة شقراء .. أو سمراء .. تستدعي اهتمامي أنا لا أرقص في الحب على خمسين حبلا .. لا ولا أشدو على ألف مقام فضعي رجليك في الثلج .. ونامي ..
****
قالها نزار قباني ، وصدقته بلقيس ، وكان صادقاً معها إلى أبعد حد فحتى بعد ان وضعت رفاتها فى النعش و أغمضت جفونها للأبد لم تسترع اهتمامه امرأة سواها كانت الحبيبة الابدية ... والأم الأبدية .. والصديقة الأبدية .. حتى انه هجر بيروت التى احبها دوماً منذ ان قُتِلَت بلقيس .. ومات بعيداً عنها وكأنه يعاتب المدينة التى خطفت حروبها الأهلية حبيبته الأولى والأخيرة ..
نعم الأولى !! فبالرغم من اكداس النساء فى شعره وبرغم العدد الهائل من الجميلات اللائى قابلهن فى حياته إلا أن واحدة فقط سرقت قلبه وامتلكته إلى الأبد ..
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ بلقيسُ .. كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ كانتْ إذا تمشي .. ترافقُها طواويسٌ .. وتتبعُها أيائِلْ ..
" بلقيس الراوى " المرأة التى حسدتها النساء حتى بعد موتها من فرط عشق نزار لها وهيامه بها وحزنه عليها ، حتى ان امرأة قالت لنزار ذات يوم :
" اذا كان ثمة رجل يقدر أن يرثينى بعد موتى بمثل هذا الشعر فإننى مستعدة ان أموت الآن !! "
قابل نزار بلقيس فى زيارته الاولى للعراق عام 1962 ، فى إحدى الزيارات لأصدقاء مشتركين .. ومنذ اللحظة الأولى لفتت بلقيس نظره .. بل وأثارت جنونه ايضاً فهى المرأة الوحيدة التى لم تعره أى اهتمام ، وهو الذى ظن أنها ستقع فى غرامه بمجرد ان يبدى اعجابه بها .. وتقدم نزار لخطبتها الا ان والدها رفض لعدة اسباب منها فارق السن الكبير بين نزار وبلقيس الذى قارب العشرون عاماً ، وايضاً لأنه شاعر الحب والغزل ، فكانت الموافقة بمثابة مجازفة كبيرة لعائلة بحجم عائلة الراوى .. وظل نزار يبعث بالوسطاء ويحاول اقناع العائلة بالموافقة وقد اقسم ألا يزور العراق مجدداً إلا بعد موافقة اهل بلقيس ووافق الاهل اخيراً بعد أن ساق اليهم أهم و أعظم الشخصيات فى العراق ومن ضمنهم ( الرئيس احمد حسن البكر ) وغيره من الشخصيات الهامة .. وتحقق اخيراً حلم نزار فى ابريل 1969 .. وعاش نزار اجمل سنوات عمره فى كنف أم حانية وعاشقة ذكية واثقة .. لم ترهقه بالغضب من المعجبات ، ولم تحاول أن تسرقه من قصائده ومن محبرته وأوراقه حتى أنه قال عنها : " هى امرأة تعتبر مجدى هو نصف مجدها ، تمشى معى على طريق حياتى الشعرية فلا تحاول اغتيال اشعارى , لتبقى هى وحدها سيدة حياتى .. وقد كانت بلقيس متممة ومكملة لشعرى .. كانت كوناً حضارياً وامرأة من الصعب أن تتكرر .. امرأة متميزة بكبريائها وعنفوانها وثقافتها وثقتها بنفسها.. خلال 12 عاما هى عمر زواجنا لم تحاول ابداً أن تتلصص على أوراقى أو تفتش عن امرأة فى خيالى ، فقد دخلت الى بيتى لتكون صديقتى وصديقة لقصائدى .. وكما كانت حياتهما قمة العشق .. وقمة السعادة .. قمة التفاهم .. وقمة التحضر كان الفراق ايضاً قمة الألم ... قتلت بلقيس فى حادث انفجار السفارة العراقية فى بيروت عام 1981 واخرجوا اشلائها متعفنة محترقة بعد 4 ايام .. لم يعرفها الا من خاتم زواجهما الذى يحمل اسمه ... وجن جنون نزار .. اندلعت الثورة واشتعلت النيران بعقله وقلبه وجسده ، ظل 4 ايام يبكى على الرصيف المقابل للسفارة .. لم يتخيل ان تسرق منه سعادته ودنياه بمثل هذه القسوة.. وكتب نزار مرثية بلقيس ، التى كانت مرثية للعروبة بأسرها وليس لمجرد امرأة عشقها... صب كل غضبه ونيرانه فى قصيدته بلقيس حتى ان محمد عبد الوهاب الموسيقار المصرى الكبير بعث له ببرقية بها اربع كلمات فقط