سعد بن معاذ أول من ضحك الله له..
الصحابى الانصارى سعد بن معاذ رئيس الاوس كان عند النبى صلى الله عليه وسلم بالنسبة للانصار كما كان ابو بكر عنده بالنسبة للمهاجرين,وكان الرسول الكريم يحبه ويعظمه ويقدمه,وقد اسلم سعد بن معاذ قبل هجرة الرسول الكريم الى المدينه ببضعة اشهر عندما استمع الى حديث مصعب بن عمير القرشى عن الاسلام,ولما قرأ مصعب القرآن انشرح صدره ولم يبرح المجلس حتى اسلم,ورجع الى قومه.
فقال :يابنى عبد الاشهل ..كيف تعلمون امرى فيكم؟
قالوا سيدنا وافضلنا رأيا..
قال فإن كلامكم,ورجالكم,ونساؤكم,علىَ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله,فما أمسى من
دور بنى عبد الاشهل رجل او امرأه الا على الاسلام,وحين خرج النبى صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليلاحق تجارة قريش عند بدر,وتوقع ان تكون هناك حرب بينه وبينها وأراد أن يطمئن الى موقف الانصار..
قال أشيروا علىَ أيها الناس فوقف بعض المهاجرين وقال خيرا,فأعاد النبى صلى الله عليه وسلم ماقال فقال سعد بن معاذ "لقد أمنا بك وصدقناك وشهدنا ان ماجئت به الحق,واعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعه فامض يارسول الله لما أردت فنحن معك فوالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ماتخلف منا رجل واحد ,ومانكره ان تلقى بنا عدونا غدا , إنا لصبر فى الحرب صدق عند اللقاء, لعل الله يريك منا ماتقر به عينك فسر بنا على بركة الله , فسر "صلى الله عليه وسلم "بمقالة سعد وقال "سيروا وأبشروا فإن الله وعدنى احدى الطائفتين"..أى النصر او الاستيلاء على تجارة قريش والله لكأنى الآن انظر الى مصارع القوم.
وشهد سعد بن معاذ واقعة الخندق ,وشاع ان يهود بنى قريظة حالفوا قريشا والاحزاب فأرسله النبى "صلى الله عليه وسلم مع سعد بن عبادة ليتبينا الامر فأساء اليهود استقبالهما ورمى سعد بسهم أصاب منه مقتلا فقال اللهم لاتخرج نفسى حتى تقر عينى من بنى قريظة"فاستمسك عرقه فلم تقطر منه قطرة حتى نزلوا على حكمه بعد أن هزم الله الاحزاب ,وعاد الى مكانه الذى كان يعالج فيه من المسجد فانفتق عرقه, فمات شهيدا , وقال النبى "صلى الله عليه وسلم" حين مات سعد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ " وقالت أم سعد تبكيه ويل أم سعد سعدا ,حزامة وجدا ,فقال النبى "صلى الله عليه وسلم" كل باكية تكذب الا أم سعد ,وقال لها الا يكف دمعك ويذهب حزنك ..فإن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش ,وكانت سن سعد عند وفاته سبعة وثلاثون عاما وتوفى فى السنه الرابعه من الهجرة..