تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846 تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011 موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
| موضوع: حاكم دارفور. الأربعاء يونيو 22, 2011 9:10 pm | |
| السلطان علي دينار، حاكم دارفور. ولد بقرية "شوية" بدارفور، عام 1870 (تقديراً) أما أبوه فهو زكريا بن محمد فضل وفي فبراير 1889م ساند عمه السلطان "أبو الخيرات" في تمرد "أبو جميزة"، ثم هرب مع عمه بعد هزيمة التمرد. كان "الفور" الذين ينتمي إليهم يقيمون جنوب غرب جبل مرة بعد سيطرة المهديين على دارفور، وعندما توفي السلطان "أبو الخيرات" في ظروف غامضة عام 1890م كانت المهدية تسيطر على دارفور وكردفان فطلب أمير هاتين المنطقتين من "علي دينار" المثول بين يديه في مقر رئاسته في الأُبَيّض، والخضوع لأمير المهدية في الفاشر -عاصمة دارفور- "عبد القادر دليل"، إلا أن "علي دينار" كان قلقا من هذا اللقاء وآثر أن يُبدي الخضوع للمهدية دون أن يلتقي بأمرائها غير أن هناك أخبارا تؤكد أنه التقى بخليفة المهدي "عبد الله التعايشي" في عام 1892م وبايعه. بعد معركة كرري سبتمبر 1898 والتي انتهت بهزيمة المهدية، خرج من أم درمان قاصدا الفاشر التي سيطر عليها دون قتال. كان وضع دارفور فريدا داخل السودان؛ فهي من الناحية الفعلية لم تكن كباقي أقسام السودان رغم اعتراف بعض المعاهدات الدولية بكون الإقليم قسما من السودان، مثل معاهدة 12 مايو 1894م مع الكونغو، أو تصريح 21 مارس 1899م مع الفرنسيين وكذلك رغم اعتراف "علي دينار" بكون دارفور قسما من السودان وقيامه بدفع جزية سنوية لحكومة السودان حتى عام 1915م ورغم التبعية التي أبداها "علي دينار" لحكومة السودان فقد رفض دائما دخول أي موظف حكومي إلى دارفور. حتى جاءت الحرب العالمية الاولى. ويبدو أن "علي دينار" بنى موقفه على أن ألمانيا وتركيا هما المنتصران في الحرب ضد الحلفاء، وأن عليه تقديم العون لتركيا حتى يجني ثمار هذه المساعدة بعد انتهاء الحرب، وإن كان ذلك لا يمنع انطلاق "علي دينار" من عاطفة وحمية دينية لمساندة دولة الخلافة ضد أعدائها من الفرنسيين والبريطانيين الذين أطلق عليهم صفة "الكفار". أما البريطانيون فرأوا أن "علي دينار" قام بانقلاب في السياسة الدارفورية الخارجية نظرا لأنه كان يعاني من فقدان شعبيته فأراد أن يعوض ذلك باللجوء إلى الدين، وأيا ما كان الدافع وراء تمرد "علي دينار" على الإنجليز فقد وقعت الوحشة ثم القتال بين الجانبين ورأى الإنجليز في البداية ضرورة تأليب القبائل عليه لإضعاف سلطته تمهيدا لحربه فتم تسليح قبائل الرزيقات وتحفيزهم ضده وتم استغلال شائعة أن السلطان "علي دينار" يجهز تعزيزات من الفور في منطقة جبل الحلة كذريعة لحربه؛ خاصة بعد تحسن الموقف العسكري للإنجليز في مصر ونجاحهم في القضاء على خطر السنوسية على الحدود الغربية لمصر. وقد بدأت الحرب بين الجانبين في مارس 1916م ووقعت عدة معارك داخل أراضي دارفور كان أهمها معركة "برنجيه" الواقعة قرب العاصمة الفاشر وتمكن الإنجليز من تبديد جيش دارفور البالغ 3600 مقاتل بعد أربعين دقيقة من القتال وقتل في المعركة حوالي ألف رجل من جيش دارفور وعندما علم "علي دينار" بالهزيمة استعد للقتال مرة أخرى للدفاع عن الفاشر لكن الجيش الذي كان تحت يديه لم يكن مدربا ولم يكن يمتلك أي أسلحة حديثة كما أن الإنجليز استخدموا الطائرات لأول مرة في إفريقيا، وكانت هذه المرة ضد جيش "علي دينار"، وتم لهم السيطرة على الفاشر في 24 من مايو 1916م ففر السلطان بأهله وحرسه نحو جبل مرة. وهناك تم اغتيال "علي دينار" أثناء صلاته الصبح على يد أحد أتباعه في في مثل هذا اليوم بعدما رفض الإنجليز قبول أي تفاوض معه للاستسلام. لقد عبر علي دينار عن تطور ملحوظ في الوعي السياسي للقادة المحليين في السودان وأفريقيا، وعن درجة كبيرة من الوعي الديني والإداري، حيث استطاع إقامة سلطنته في غرب السودان وكون لها شبكة من العلاقات الخارجية كشفت عن وعي سياسي ناضج وسعى لبناء سلطنته وفق نظام داخلي جيد مقارنة بالإمكانات التي كانت متاحة له في ذلك الوقت حيث كوّن مجلسا للشورى وعين مفتياً لسلطنته ومجلساً للوزراء وبدأ في تكوين جيش حديث، وأوكل تدريبه إلى ضابط مصري ووضع نظاما للضرائب يستند إلى الشريعة الإسلامية. | |
|