منصور الرحباني..النصف الثاني في الأسطورة الرحبانية
كاتب الموضوع
رسالة
تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
موضوع: منصور الرحباني..النصف الثاني في الأسطورة الرحبانية الأربعاء يونيو 22, 2011 3:43 pm
منصور الرحباني..النصف الثاني في الأسطورة الرحبانية
منصور الرحباني
عندما نتكلم عن الموسيقى اللبنانية يتسارع إلى الذهن اثنان من أهم أعمدتها وهما منصور وعاصي أو "الأخوين رحباني" اللذين تجاوزت شهرتهما الأفاق، وأصبحا مدرسة مستقلة في الشعر والموسيقى، وإن كنا هنا سوف نخص بالذكر منصور الرحباني إلا أنه سوف نجدنا تلقائياً نجمع بين الاثنان في الحديث وكيف لا وقد أمتزجت موهبتهما معاً فلا يتمكن المطلع على فنهما من التفريق بين أسلوبهما، وقد ساعد هذا الانسجام الفني والروحي في علو فنهما وانفراده عن غيره.
بداية قاسية
ولد منصور رحباني عام 1925م ببلدة "انطلياس" شمال بيروت، لعائلة متواضعة الحال وترعرع هو وشقيقه عاصي على خلفية موسيقية حيث كان والدهما عازف بزق وصاحب ملهى ليلي، وربما جاءت الموهبة الموسيقية للشقيقين من والدهما، والذي توفى وهما مايزالا صغيرين فانطلقا ليواجها معاً صعوبات الحياة فكانت طفولتهما بائسة قال عنها منصور في كتاب الشاعر اللبناني هنري زغيب - الأخوين رحباني طريق النحل - " تشردنا في منازل البؤس كثيراً سكنا بيوتاً ليست ببيوت هذه هي طفولتنا".
تلقى منصور وشقيقه دراستهما في عدد من المدارس، إلا أنهما اضطرا للخروج للعمل عقب وفاة الوالد، وفي سن السابعة عشر عين منصور شرطياً عدلياً في بيروت.
الموسيقى في عالم الرحبانية
تلقى منصور دراسته الموسيقية الأولى على يد الأب بولس الأشقر، فأتقن الموسيقى الشرقية والنوتة، وأطلع على المراجع النادرة فيها مثل كتاب كامل الخلعي، ومؤلفات الكندي والفارابي والرسالة الشهابية في قواعد ألحان الموسيقى العربية، ثم درس تسع سنوات على يد الأستاذ برتران روبييار.
أمتلئ عالم الرحبانية بالموسيقى فتعرفا على كافة أشكالها ونهلا منها، ولكن جاء أسلوبهما في النهاية متفرداً لا يشابه احد وكان هذا عامل أساسي في النجاح الذي حققاه، دخل منصور الإذاعة مع شقيقه عام 1945 وكان هذا بداية معرفة الجمهور بـ "الأخوين رحباني".
الأخوين رحباني
أحدث الأخوين رحباني ثورة في عالم الموسيقى خلال النصف الثاني من القرن العشرين، حيث خرجت موسيقى الرحبانية عن الإطار الذي وضعت فيه الموسيقى في هذا العصر، وجاء انضمام الفنانة المتألقة نهاد حداد أو "فيروز" - تزوجت من عاصي الرحباني عام 1955- بصوتها القوي الدافئ ليكتمل المثلث الفني، وجاءت انطلاقة قوية للثلاثة بموسيقى مختلفة خرجت عن النمطية التي خضعت لها الموسيقى الشرقية، وجاءت اللغة الشعرية للأغاني قوية على الرغم من بساطتها تنفذ إلى أذن المستمع ومنها إلى قلبه مباشرة، في انسجام مع الموسيقى والألحان.
ونظراً للشهرة الواسعة التي حققها الثلاثة تم دعوتهم من قبل عدد من الإذاعات العربية لتقديم أعمالهم مثل إذاعة دمشق بسوريا، وإذاعة صوت العرب المصرية، ثم انطلقوا للعالمية بعد ذلك.
وقد استوحى الاخوين رحباني موسيقاهما من التراث العربي الإسلامي والبيزنطي، والفولكلور اللبناني، وقد ألف الأخوين العديد من المسرحيات الغنائية للوطن والأرض والتاريخ والمستقبل والفقراء.
وبالنظر إلي إبداع الأخوين رحباني نجد أن هناك تكامل وتوافق بين منصور وعاصي فكل منهما شاعر وموسيقي، ولكن كانت مساحة الشعر أكبر عند منصور وتقابلها مساحة أكبر للتلحين عند عاصي، وفي النهاية يذوب الاثنان معاً فلا نفرق بين أعمال منصور وعاصي لشدة التشابه.
الكنز الفني
قدم الأخوين رحباني العديد من المسرحيات الغنائية والتي انطلقت من مسرح البيكاديلي ببيروت، وانتشرت لتغزو أنحاء العالم، ومع شقيقه قدم منصور ثلاثة أفلام تاليفاً وموسيقا كانت البطولة فيهم للفنانة فيروز هم "بياع الخواتم، بنت الحارس، سفر برلك"
كما قدموا الأغاني الوطنية مثل زهرة المدائن، سنرجع يوماً، جسر العودة، ومن المسرحيات الغنائية: أيام فخر الدين، جبال الصوان، ناطورة المفاتيح، قصيدة حب، هذا بالإضافة لمئات الأغاني التي انطلقت بصوت فيروز والتي كان صوتها سفير الرحبانية في أنحاء العالم.
وقدم منصور الرحباني العديد من المسرحيات الغنائية التي تجلت فيها موهبته الشعرية والموسيقية عقب وفاة شقيقه عاصي، فقدم صيف 840، الوصية، أخر أيام سقراط، المتنبي، ملوك الطوائف، حكم الرعيان، جبران والنبي، وزنوبيا وعودة الفينيق.
شعر منصور
قدم منصور الرحباني أربعة دواوين شعرية هي "أسافر وحدي ملكاً، وأنا الغريب الأخر، والقصور المائية، وبحار الشتى - وهو الوحيد بالمحكية اللبنانية -، ويتضح من خلال القصائد الشعرية لمنصور تأثره بالمدرسة الرمزية، والتي تعد امتداد لتراث الرمزية الفرنسية والتي رفع لواءها الشاعر سعيد عقيل، كما جاءت قصائده حاملة بنية درامية وجدل فكري وفلسفة تذوب في نسيج غنائي محكم.
الوفاة
توفى منصور رحباني بعد حياة فنية حافلة قضى جزء كبير منها في إبداع مستمر مع شقيقه عاصي في 13 يناير 2009، عن عمر يناهز الرابعة والثمانين عاماً، وقد دخل منصور المستشفي بعد إصابته بأنفلونزا حادة أثرت بشدة على رئتيه، ليلحق منصور بشقيقه الذي توفى قبله بـ22 عاماً في الثمانينات، وعلى الرغم من وفاة عمودي الرحبانية عاصي ومنصور إلا أن موسيقاهم مازالت تنبض بالحياة.
مما قاله ابنه غدي الرحباني عقب وفاة والده "اليوم بعد 22 عام من رحيل عاصي بعدما افترقتما في الجسد مدة وبقيتما سوياً بالروح عدتما واتحدتما ورجعتما الأخوين رحباني اللذين ارتميا برحم الأرض".
منصور الرحباني..النصف الثاني في الأسطورة الرحبانية