عدد مساهماتى |♥ : 4846تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
موضوع: خان الخليلي في مصر السبت يونيو 11, 2011 10:16 pm
لطالما كنا قد سمعنا بخان الخليلي ولعل السياحة الاولى فيه كانت ممزوجة بالخيال الروائي الذي شدنا اليه الروائي الكبير (نجيب محفوظ) في رائعته الروائية التي حملت اسم (خان الخليلي) وسرعان ما توالت السينما المصرية المعروفة
بارشفتها للامكنة ومعاينتها والحفاظ عليها حتى صار اسم خان الخليلي اسما مألوفاً لنا جميعا وكأننا كنا قد عشنا فيه من قبل ولعبنا بين ارصفته وعشنا همومه وحالاته وشخوصه المصرية الاصيلة. ترى ما هو (خان الخليلي) وما تاريخه ولماذا سمي بهذا الاسم؟تعالوا لنتعرف عليه اكثر من خلال هذا التحقيق.ان خان الخليلي هو اعرق مكان في القاهرة وأهم الأسواق الشعبية والسياحية في مصر، مع وجود التناغم الغريب بين مسجد الحسين وقبة الأزهر، وهذه الملامح المنحوتة بينهما على وجه الخان بأزميل الزمن. عمر يناهز 625 عاماً يعود تاريخ خان الخليلي إلى القرن الثامن الهجري، حيث تعني كلمة خان "فندق" وكلمة الخليلي تشير إلى من قام ببناء هذا المكان، وهو الأمير المملوك "شركس الخليلي" الذي ينسب إلى منطقة الخليل في فلسطين، حيث قام ببناء الخان عام 1382 ميلادية ليستضيف فيه زملاءه من التجار، فعرفت المنطقة منذ ذلك التاريخ باسم خان الخليلي.بعدها بسنوات قليلة وتحديدا عام 1388 وفي عهد السلطان برقوق، تحول الخان إلى مركز تجاري، كان يعد من أكبر المراكز في منطقة الشرق، فقد كان عبارة عن حي صغير به سلالم وبعض البيوت. يحد الخان من الشرق مسجد الحسين ومن الجنوب حي الموسكي، ومازال معماره الأصيل باقياً على حاله منذ عصر المماليك وحتى الآن، ليظل طوال عمره الممتد على مدار 625 سنة، مقصدا مهما للسياحة في مصر، حيث يشتمل على الحرف التقليدية والتراثية، ومئات العمال والحرفيين الذين يمتهنون الحرف والصناعات اليدوية، مثل السجاد والسبح والكريستال والمشغولات الفضية والنحاسية وصناعة البردي وصناعة الحلي الذهبية والفضية والتمائم الفرعونية وكانت أرض الخان قبل إنشائه أرضاً مخصصة لدفن الخلفاء الفاطميين، وتقول بعض الروايات القديمة إن المعز لدين الله الفاطمي، اختار هذه المنطقة لدفن أجداده، هؤلاء الذين اصطحب رفاتهم معه بعد قدومه من المغرب، وأنه خصص لهم على هذه الأرض مقبرة لدفنهم فيما عرفت لاحقا ب "ترب الزعفران".واستمر الحال في تلك المنطقة على هذا النحو حتى جاء قنصوه الغوري، فقام بهدم ترب الفاطميين - مقابرهم - وبنى مكانها مجموعة من "الأربع" - جمع ربع بفتح الراء - أقدمهم ربع السلحدار الذي لا يزال قائما حتى اليوم، وهو عبارة عن بناء مربع الشكل يضم غرفا كثيرة كانت مخصصة للإيجار للغرباء الراغبين في النوم والراحة. أصحاب الحرف والصناعيين في ممرات هذا الخان العتيق، يختلط أصحاب البازارات مع السائحين الأجانب والعرب.وتختلط اللهجات بتعدد الجنسيات التي لا حصر لها ونلاحظ ان الساكنين في الخان والباعة كل واحد منهم يتحدث اكثر من لغة وهو لبق يجعلك تشتري منه باسلوبه الجميل الممتع الذي يقنعك وتخرج منه وانت مسرور، الحاج حسنين (ابو سلطان )، وهو أحد مؤسسي الصناعات النحاسية في الخان، أتقن حرفته وأثبت فيها ذاته وأفنى بها 50 سنة من عمره، يقول: "أنا في هذه المهنة صانع وتاجر وبائع، أصنع تحفاً من نحاس مطلي بالفضة، بالطبع هذه التحف لها زبائنها وأكثرهم من العرب والأجانب أيضا، لكنهم الآن يفضلون شراء الأطباق النحاسية المفضضة لقلة المصنعية التي بها. مقهى الفيشاوي هو أكثر ما يميز الخان، والذي تأسس منذ حوالي 240 سنة من قبل عائلة الفيشاوي، وهذا المقهى له مكانة خاصة بين سائر المقاهي القاهرية، فقد شهدت أروقته حوارات ونقاشات دارت بين أدباء وساسة وفنانين، أمثال نجيب محفوظ، وأحمد لطفي السيد، ومحمد حسنين هيكل، وأحمد رامي، وتوفيق الحكيم وغيرهم من الذين سطروا الحياة الثقافية والفكرية في مصر، لذا تحرص إدارة المقهى على تعليق صور هؤلاء الرواد في أرجاء المقهى كنوع من الفخر أنهم كانوا من روادها. لكل سائح سوق خاص به في الخان تتعدد أفواج السائحين، ففي هذا المكان أرى السائحين اليابانيين أو الصينيين، وفي الناحية الأخرى أستمع لكلمات فرنسية.. فاضل سامي بائع في السوق 30سنة، أخبرني: "لكل سائح من دولة معينة أشياء بعينها يحب أن يشتريها بل وأصبح معروفا بها، فالهولنديون يقبلون على "المجات" أما الانجليز فيقبلون على الأطباق الفرعونية المصنوعة من البورسلين، أما العرب فمن المعروف أنهم يأخذون المباخر والفواحات، بينما الملابس والإكسسوارات فهي أكثر ما يشتريه الألمان، أما الصينيون فيحبون كل ما خف وزنه مثل ورق البردي.