عدد مساهماتى |♥ : 4846تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
موضوع: مسجد قايتباى وقنطره خوند اصلباى السبت يونيو 11, 2011 1:29 pm
مسجد قايتباى وقنطره خوند اصلباى :
أنشاً هذا الجامع خوند أصلباي زوجة السلطان قايتباي في عام 901 إلى 904 هـ . 1495 إلى 1498 م , وكان الجامع قديماً يقع ضفة الشمال الغربي على بحر يوسف فوق القنطرة وفي عام 1887 حدث تصدع أنهار فيه نصف الجامع المقام على القنطرة وفى عام 1998 قامت لجنة حفظ الآثار العربية بالحفاظ على الأجزاء الباقية من الجامع وأصبحت مساحته مقصورة على الجزء المقام على الأرض ويضم المسجد منبراً عبارة عن تحفة نادرة من الخشب المطعم بالعاج والصدف وسن الفيل ومزخرف بزخارف الطبق النجمي الشهيرة في هذا العصر
يقع جامع "خوند أصلباي" في أقصى الطرف الشمالي للقسم الغربي من مدينة الفيوم، ويحدُّه من الجهة الجنوبية الغربية شارع "سوق الصوفي"، ومن الجهة الشمالية الغربية شارع "المدينة الرئيسي" الواقع على الضفة الغربية لبحر يوسف، أما الجانبان الآخران فيجاورهما مجموعة من المنازل.
رواق القبة من الداخل
وقد أنشأت هذا الجامع خوند أصلباي زوجة السلطان "قايتباي" بإشارة من "الشيخ عبد القادر الدشطوطي" في زمن سلطنة ابنها السلطان "الناصر محمد بن قايتباي"، وقد بدأ في عمارته في شهر شوال سنة 903/ 1497م، ونهاية عمارته في ربيع الآخر سنة 905 هـ/ 1499م، ويؤكد ذلك الشريط الكتابي الموجود على عضادتي المدخل الرئيسي ونصه:
"﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ﴾ (التوبة: من الآية 18) أنشأت هذا الجامع والقناطر خوند والدة الملك الناصر أبو السعادات محمد بن قايتباي، بإشارة من الشيخ عبد القادر الدخطوطي، نفعها الله ببركاته والمسلمين.. آمين".
و"خوند أصلباي": هي زوجة السلطان قايتباي وأم ولده السلطان محمد الذي تولَّى سلطنة مصر في الفترة من سنة 901: 904هـ/ 1495: 1498م، وهي أخت السلطان الملك الظاهر أبو سعيد قانصوة الذي تولَّى حكم مصر في الفترة من سنة 904: 905هـ/ 1498: 1499م، وقد تزوَّجت في المحرم عام 905هـ/ 1499م الأتابكي جنبلاط الذي تولَّى السلطنة فيما بعد عام 905: 906هـ/ 1499: 1500م"، وذلك بعد وفاة ابنها الناصر محمد بزمن من سلطنة أخيها.
غير أنه عندما تولَّى السلطنة العادل "طومانباي" سنة 906هـ: 1501م قبض عليها ووكل بها عشرة من الخدم، وقرَّر عليها نحوًا من خمسين ألف دينار، وقيل: عشرين ألف دينار، فباعت أشياء كثيرة من قماشها، وفي زمن سلطنة الغوري 906هـ- 922هـ/ 1501م- 1516م، خرجت خوند أصلباي للحج عام 913هـ/ 1508م، وفي المحرم عام 914هـ/ 1509م، وصل الحاج القاهرة وشاعت الأخبار بأن السلطان رد خوند أصلباي من الينبع، ورسم لها أن تقيم بمكة وقد تغيَّر خاطره عليها فرجعت من الينبع إلى مكة، واستمرت بها حتى ماتت ودفنت بها عام 915هـ/ 1510م. أما القاضي عبد القادر الدشطوطي "الدخطوطي" الذي أشار عليها ببناء الجامع فهو ابن الشيخ بدر الدين محمد بن أبي النجا، أصله من دشطوط بمحافظة بني سويف، وترجع علاقته بأسرة قايتباي إلى زمن السلطان نفسه، فقد كان للسلطان قايتباي اعتقاد تام في المشايخ والأولياء الصالحين، وكان له في الشيخ عبد القادر غاية الاعتقاد، وقد ظلت منزلة الشيخ الدشطوطي عند السلاطين بعد قايتباي حتى زمن الغوري، وقد عاش من العمر نحو ثمانٍ وثمانين سنة أو فوق ذلك، وقد أنشأ عدة جوامع ومساجد في أماكن شتى؛ حيث كان أكثر أوقاته متنقلاً بين البلاد، وعند وفاته دفن في مدرسته بالقاهرة التي أنشأها تجاه سيدي يحيى البلخي، ولم تكن قد تمت مبانيها عند وفاته في شعبان 942هـ- 1519م، وتم بناؤها يوم الجمعة 13 شوال 926هـ- 1521م. وأنشأت السيدة خوند أصلبان قنطرة على بحر يوسف قبل إنشاء المسجد، تتكون من عقدين من الحجر، وفي سنة 1894م، أعيد بناء هذه القنطرة، وقد عرفت منذ ذلك الوقت باسم قنطرة الوداع؛ وذلك لوقوعها عن أطراف المدينة وأنها موصلة إليها.
عمارة المسجد: يعد المسجد من المساجد الجامعة التي كانت تُقام فيها صلاة الجمعة، والدليل على ذلك وجود حاملين على كلِّ جانب من جوانب المنبر لكي تحمل علم الدولة، أما بناؤه الأصلي فكان يتبع في تخطيطه النظام التقليدي للمساجد الجامعة المكون من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة، ولكن عندما تهدم الجزء الأكبر منه الذي كان مشيدًا فوق قنطرة بحر يوسف على إثر فيضان قوي أعيد بناؤه وهو الجزء الشمالي الغربي على النظام الحالي من قبل لجنة حفظ الآثار العربية، وأصبحت مساحته مقصورة على الجزء المبني على الأرض، وكان المسجد حافلاً بكثير من التحف المنقولة التي أرسلت بعضها إلى مصلحة الآثار.
وللمسجد أربع واجهات الواجهة الشمالية الغربية والتي كانت مبنيةً على القنطرة تشرف حاليًّا على شارع سوق الصوف، وهي ليست على استقامة واحدة، ولكنَّ بها انكسارًا ويبلغ طولها 31.30م، ويعد المدخل الرئيسي للجامع واحدًا من المداخل التذكارية أسوة بمداخل كبيرة في عمارة القاهرة المملوكية، والمسجد من الداخل يتكون حاليًّا من استطراق على جانبية رواقان أكبرهما رواق القبلة، وهذا الرواق لا تتوسطه حنية المحراب بعد استقطاع الجزء الذي كان مقامًا فوق القنطرة، وهي حنية المحراب الأصلية للجامع، وكان للجامع مئذنة إلا أنها متهدمة.
قد عثرت هيئة الآثار سنة 1950م على لوح كبير من الرخام الأبيض طوله 0.75م وعرضه 22.50م في مقبرة الشماشرجي المجاورة لمسجد الشيخ علي الروبي بمدينة الفيوم، ومثبت حاليًّا بجوار المنبر، ويحتوي هذا اللوح الرخامي على أحد عشر سطرًا بالخط النسخ المملوكي منقوشة بأسلوب متشابك ومتداخل، والواقع أن هيئة الآثار قد عنيت بهذا المرسوم عناية خاصة؛ لأنه كما جاء في محاضر جلساتها يوضح ناحية مهمة من نواحي الإعلام والإعلان في العصور الوسطى، فقد اختير المسجد مكانًا للإعلام والإعلان على اعتبار أنه مكان اجتماع الناس، كما أن قدسيته تمنع الناس من أن يمسوا الإعلان بسوء، وقد ورد في هذا المرسوم أنواع من مصادر الثروة في مصر إلى جانب الثروة الزراعية، فهو لذلك على جانب كبير من الأهمية من الناحية الاقتصادية.