تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846 تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011 موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
| موضوع: جبال سييرا مادرا ملاذ الفراشات الملكية السبت مايو 28, 2011 2:07 am | |
| جبال سييرا مادرا ملاذ الفراشات الملكية
بينما تتسلل أشعة الشمس الذهبية بين أغصان الأشجار تأخذ الفراشات الغافية في الاستيقاظ وتبدأ أجنحة بلون العنبر تنبسط وتنتفض لتحمل تلك الأجساد الغضة في أجواء المكسيك الدافئة .
تبدأ الفراشات واحدة بعد الأخرى في التحليق تاركة أمان أشجار البلوط والطنوب، حتى تمتلئ السماء بالملايين من تلك الفراشات، وتصعد أقرب للشمس بأجنحتها البرتقالية المزخرفة ببقع داكنة تبدو وكأنها ألواح نوافذ زجاجية هائلة عليها رسومات كثيفة تحجب زرقة السماء . وبينما تغوص الفراشات وتعاود التحليق تصدر رفرفة ملايين الأجنحة هديراً كهدير الشلالات من بعيد .
هذا من بعض ال 250 مليون من الفراشات الملكية التي تفضل قضاء فصل الشتاء في سلسلة جبال سييرا مادرا في مرتفعات وسط المكسيك . وفي نوفمبر/تشرين الثاني من كل سنة تصبح هذه البقعة من الغابات الجبلية المكسيكية التي تبعد 130 ميلاً عن مدينة المكسيك ملاذاً مؤقتاً للفراش الملكي الهارب من المناطق الباردة النائية في شرق كندا والولايات المتحدة .
ولا يصدق في هذه الرحلة وصف أقل من رحلة في الخيال، حيث الحركة المتذبذبة بين الصعود والنزول تقطع فيها الفراشات 3000 ميل بسرعة 7،5 ميل في الساعة، وتغطي فيها الفراشات قارة كاملة محلقة أثناء مرورها فوق بحيرات عظيمة وبراري وصحارى وسلاسل جبال ومدن وطرق سريعة للوصول إلى هنا، وتجتاز هذه المخلوقات الضعيفة بأجنحتها التي تشبه الأوراق الغضة العواصف وأشعة الشمس اللاهبة في رحلة هجرة استعراضية مذهلة .
وتستغرق الرحلة على ظهور الخيل من المحميات البيولوجية إلى هذا المكان لمشاهدة الفراش نصف ساعة، وترى الفراشات في كل مكان، يغطي جذوع الأشجار من الأسفل وحتى أعلى غصن، وتتمايل الأغصان الطرية المثقلة بالفراشات مع النسمات، ومن أجل امتصاص رحيق الزهور تحيل أجنحة الفراشات بتلات الزهور البرية الحمراء إلى اللون البرتقالي، كما تكون الفراشات الملكية سجادة من أجنحة الفراش المكتظ عند الشرب من غدران وبرك الماء .
وكانت شعوب “الأزتيك” تعتقد أن تلك الملوك الجميلة من الفراشات ما هي إلا أرواح الأجداد المحاربين المهاجرين وسط الغابات في طريقهم إلى أرض من قضوا من قبل، وعلى مدى قرون عديدة ظل السكان المحليون يرحبون بقدوم الفراشات في بدايات الشتاء ويؤدون الطقوس والاحتفالات على شرفها . وأظهرت الأبحاث أن الفراشة الملكية التي يعود إلى أمريكا الشمالية في مارس/آذار ليست هي الفراشة نفسها التي قضت الشتاء في المكسيك، إذ تقوم أفواج الفراشات بالتزواج على الطريق ويفقس البيض ثم يموت جيل وراء جيل، وعليه فإن الفراشة التي تصل إلى أمريكا وكندا قد تكون الجيل الرابع وهي أحفاد الجيل الذي غادر المكسيك .
ويعود السبب في تلك الهجرة إلى قطع أشجار الغابات والتصحر الذي يهدد الفراشات ويفقدها الدفء والأمان، ولهذا السبب أدرج هذا الجيب من الغابات ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في 2008
| |
|