تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846 تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011 موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
| موضوع: 63مغارة علي صدر الأحد مايو 22, 2011 10:57 am | |
| في همذان إحدى أشهر المدن الايرانية
مغارة علي صدر: ظاهرة طبيعية فريدة، وموقع سياحي ساحر... بقلم: غسان كلاس
تحظى مدينة همذان، إحدى أشهر المدن الإيرانية، بأهمية كبيرة بسبب العديد من المعالم الطبيعية والأثرية والتاريخية الموجودة فيها. وهي تقع على سفح جبل (آلوند) ويعود تاريخ بنائها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة, وكانت أول عاصمة لبلاد فارس في عهد ملوك ميديا حيث كانت تسمى آنذاك أمدانه أو هفمتانه أو اكتباتان.
وتتمتع همذان بمعالم حضارية وتاريخية كثيرة كموقع هفتمانه الأثري وتمثال الأسد الحجري, ومنحوتات منجنامه, وقبة علويان, ومرقد العالم والفيلسوف ابن سينا والشاعر الصوفي بابا طاهر، بالإضافة إلى طبيعتها الخلابة، وبالأخص مغارة «علي صدر» الواقعة في ضواحي مدينة همذان على سفوح المرتفعات المطلة على غرب المدينة في منطقة تعرف بـ (كبودر آهنك) وهي من أجمل المغارات الطبيعية في العالم.
مغارة علي صدر.. موقع وتاريخ:
في عمق جبل "ساري قبه" وعلى ارتفاع حوالي ألفي متر عن سطح البحر تقع مغارة علي صدر, وتغطي المياه الحلوة معظم أرض المغارة. لم يُعرف تاريخ المغارة وكيفية اكتشافها بالتحديد، ولكن تشير المعلومات الأولية إلى أنها كانت تستخدم لإيواء أهالي المنطقة لدى تعرضهم للخطر، كما كانوا يستخدمون مياهها العذبة للشرب وري الأراضي الزراعية.
خلال عامي 1962 و1963م, قام فريق من متسلقي الجبال من أهالي همذان بجمع معلومات وافية عن هذه المغارة، واستكمل آخرون -فيما بعد- عمليات التحري والاكتشاف لهذه الظاهرة الطبيعية الفريدة في العالم, حيث قاموا بتوسيع المدخل الرئيسي للمغارة ليتسنى للسياح وعشاق الطبيعة ارتيادها وتفقد أقسامها, مما جعلها -خلال فترة وجيزة- من أشهر المواقع السياحية في إيران، ولاسيما أن القائمين بالإشراف عليها قد زودوها بالكهرباء ورصفوا الطرق المؤدية إليها، وبنوا العديد من المنشآت السياحية في رحابها.
• من الناحية الجيولوجية تقع المغارة ضمن الكتلة الطبقية لمحور سنندج - سيرجان, وعلى السفوح الشمالية لسلسلة جبال زاجرس التي تعود للعصر الجوراسي الثاني (مئة وخمسون مليون سنة). وبتطور تشكيل الطبقات عبر العصور الجيولوجية اللاحقة، حدث عدد من الشقوق والصدوع الجيولوجيةالتي ترسخت داخل الصخور والطبقات الأرضية, لتجذب مياه الأمطار والثلوج إلى أعماق الصخور وحفظها على مر العصور. وإثر التفاعلات الكيماوية والطبيعية خلال مئات ملايين السنين ظهرت الرواسب الكلسية (الصواعد والهوابط) من قاع وسقف المغارة لتضيف إلى جمال الموقع الشيء الكثير، والتي كان لخصائص مياه المغارة الحمضية وتغير حرارتها، من أهم أسباب تشكلها, والتي تتباين وتتنوع وتختلف ألوانها وفقاً لكميات وتفاعلات الكلس والأملاح المعدنية كالحديد والمغنزيوم والنحاس وغيرها..
مياه الأمطار والثلوج تؤمّن منسوب مياه المغارة الذي يزيد أو ينقص حسب الكميات الهاطلة. ونظراً لأن نسبة الأملاح المعدنية في مياه المغارة عالية فإن الأحياء المائية الحيوانية والنباتية لا تعيش ولا تنمو فيها, مما يجعلها نقية شفافة بحيث تشاهد أعماقها حتى العشرة أمتار بالعين المجردة, مع اختلاف هذه الأعماق حسب التضاريس, ويصل العمق أحياناً إلى أربعة عشر متراً.
يتمتع زائر المغارة بمشاهدة جمال الرواسب الكلسية عبر التجول بواسطة القوارب المعدّة لذلك عبر جزرها كافة, وينتشي بالاتحاد والتواصل مع الطبيعة الرائعة الخلاّبة. وفي الوقت الذي تكون فيه نسبة الرطوبة عالية في المغارة إلا أن هواءها ساكن بحيث إذا وضعت شمعة متوهجة داخلها لا تشاهد أي حركة في لهبها.
بقي أن نشير إلى أن المغارة قد زارها حتى اليوم أكثر من نصف مليون شخص, يتجولون في أنحائها, وتدهشهم معالمها السّاحرة التي تجسّد بأبهى الصور قدرة الخالق العظيم, وإبداعه الحكيم.
| |
|