تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846 تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011 موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
| موضوع: 51الكهوف الأردن الأحد مايو 22, 2011 2:46 am | |
| لكهوف الأردن
ولم تتخلف الصحراء الاردنية في البادية الشمالية الشرقية عن هذه السنة الكونية وكافأت فريق بحث جيولوجي اردني - ألماني مشترك بعد 12 يوما من البحث والتنقيب في قلب البادية التي كشفت للفريق عن مجموعة انفاق بركانية وكهوف تتشابه مع مثيلاتها الموثقة عالميا في استراليا وجزر هاواي وفى البرتغال.
ظلت هذه الانفاق والكهوف البركانية نائمة في جوف الصحراء الاردنية حتى وصلها اعضاء الفريق الذي اكتشفها وايقظها من غفوة بدأت قبل آلاف السنين وتغير فيها وجه الارض وأهلها مرات ومرات.
وجاء اكتشاف هذه الانفاق والكهوف الجديدة ثمرة يانعة لحملة بحث متواصلة تنظمها نقابة الجيولوجيين الاردنيين بالتعاون مع الجامعة الهاشمية وجامعة دارمشتات الالمانية هدفها الاسهام في تطوير وتنمية البادية الاردنية وتاهيل الكهوف المكتشفة وتحويلها الى مناطق جذب سياحي.
ويضم الفريق الذي اكتشف هذه الانفاق رئيس قسم الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية الدكتور احمد الملاعبة ونقيب الجيولوجيين خالد الشوابكة ورئيس قسم الجيولوجيا في جامعة دارمشتات الخبير العالمي في مجال الكهوف ستيفان كمبه والخبير الدكتور هورست فوركر.
ويعرف الدكتور الملاعبة الانفاق البركانية بقوله انها انفاق طبيعية تحت ارضية تشكلت دون تدخل الانسان وهي ناتجة عن انسياب متصل لكتل (البازلت) المكونة من صخور بركانية سوداء والتي يكون معدل تبريد اسطحها اعلى من جوفها مع استمرار حركة الانسياب الداخلية لتكون تجويفا داخليا على هيئة نفق.
واضاف انه تم رصد مجموعة من الانفاق البركانية في الجزء البازلتي من البادية الاردنية الشمالية تتميز بسماكة السقف وصلابته وقابليتها للتطوير والتوسيع والتشكيل اضافة الى سهولة التضاريس الطبيعية المحيطة بها.
واوضح الملاعبة ان تاريخ اكتشاف الكهوف البركانية في منطقة البادية الشمالية الشرقية يعود الى عام 1985 حين سجل شخصيا اثناء تحضيره للدراسات العليا في المنطقة اول هذه الكهوف في "أم القطين" وهو الكهف الشهير المعروف باسم "مغارة عزام" الواقع لقرب احد البراكين.
وتابع الملاعبة قائلا ان وجود هذا النفق الكهف وفر مؤشرا على تواجد أنفاق كثيرة مشابهة له نظرا لوجود نحو 200 بركان قديم في المنطقة المكسوة بالصخور البازلتية الناتجة عن الاندفاعات أو الانسيابات البركانية التي وقعت قبل 25 مليون سنة ويعود احدثها الى حوالي 4 آلاف عام.
وقال ان هذه المنطقة جزء من "حرة الشام" ومساحتها نحو 45 ألف كيلومتر مربع وتمتد من جبل العرب في سوريا مرورا بالأردن وصولا الى شمال غرب السعودية عند صحراء النفوذ الكبرى.
يلفت نظر الداخل الى هذه الكهوف والأنفاق البازلتية التكوينات الجيولوجية البديعة اذ يصل عمق بعض الانفاق الى اكثر من 600 متر وتتراوح اقطارها بين10 و15 مترا وتزين سقوفها استدارات جميلة تتدلى منها الهوابط وكتل من المعادن النادرة.
وتمتاز الصخور البازلتية المكونة لهذه الكهوف بمواصفات فيزيائية وهندسية مناسبة وسقوف سميكة يتراوح سمكها بين خمسة وعشرة أمتار فى حين تتميز ارضيات الكهوف والانفاق المكتشفة بوجود طبقة من تربة الطمي الناعمة التي حملتها المياه معها خلال مواسم الأمطار ما يجعل المشي داخلها هينا لينا.
وقال الملاعبة ان الانفاق البركانية توفر المأوى للعديد من الكائنات مثل الطيور والوطواط والحيوانات المفترسة وغيرها.
وحول استخدامات هذه الانفاق والكهوف في منطقة البادية يقول الملاعبة انها استخدمت عبر عصور طويلة مساكن للمعيشة ولاغراض الدفاع اضافة الى العبادة ودفن الموتى وكمجمعات مائية اضافة الى الزراعة.
وبالنسبة للكهوف المكتشفة حديثا اشار الى امكانية استخدامها كمناطق سياحية وترفيهية تضاف الى المعالم السياحية الاردنية لاغراض السياحة البيئية ولكن بعد اعادة تأهيل هذه الانفاق والكهوف بتوفير الانارة الداخلية والمياه وتحسين مداخلها وانشاء المنتزهات والاستراحات داخل الانفاق.
ولفت الى امكانية ترويج هذه الكهوف محليا وعالميا لتشجيع السياحة باستقطاب المواطنين للقيام بجولات استكشافية مبديا اقتراحه بانشاء خطوط للسكك الحديدية داخل الانفاق الطويلة بهدف الترفيه.
وتابع الملاعبة قائلا انه يمكن استخدام الكهوف البازلتية لأغراض استراتيجية وعسكرية كملاجئ في حالات الطوارئ أو لتكون غرف مركزية للقيادة أو مستودعات لتخزين ذخيرة وأسلحة أو لتكون تحصينات ثابتة تمثل حجز الزاوية في الدفاع ويمكن اعادة تأهيلها في هذا المجال بفتح مداخل ومخارج متعددة للدخول والخروج بسهولة وسرعة.
ونظرا لما تتميز به الكهوف من اعتدال درجة حرارتها التي تتراوح بين 16 و20 درجة مئوية خلال معظم ايام السنة فان ذلك يشجع في استخدامها لتخزين المواد التموينية الأساسية.
ويؤكد الملاعبة امكانية استخدام الكهوف والانفاق البركانية لأغراض تعليمية اذ يمكن اختيار احدها ليكون " كهف مشاهدة " لغايات البحث العلمي الذي يقوم به طلبة المدارس والجامعات والباحثين من مختلف الجهات.
وعلى الصعيد الصحي يمكن استخدامها لأغراض طبية حيث افادت الدراسات التي اجريت فى استراليا وجزر هاواي والبرتغال التي توجد فيها أنفاق مشابهة امكانية استخدامها لعلاج الأزمات الصدرية خصوصا الربو بسب استقرار الطقس فيها وهوائها النقي وكذلك علاج بعض الأمراض كالقلق والتوتر لما توفره اعماقها للانسان فيها من سكينة وهدوء.
واوضح الخبير الاردني انه اكتشف في العديد من الكهوف والانفاق قطع صوانية وفخارية تدل على العصر الحجري الحديث من 4000 الى 8000 عام قبل الميلاد ما يثبت ان ان الانسان سكن هذه المنطقة منذ زمن موغل في القدم.
وبما ان المستقبل هو الابن الشرعي للحاضر فانه يستحق اهتماما كبيرا يجعل المستقبل أبهى وأجمل وفى هذا السياق يقول الدكتور الملاعبة ان معظم هذه الأنفاق بعيدة عن المناطق السكنية وعن الطرق المعبدة ويدعو الى انشاء طرق فرعية معبدة خاصة لهذه الانفاق وكذلك إنشاء طرق جديدة في منطقة البادية لتسهيل حركة التنقل بين هذه الأنفاق في اطار الجولات السياحية.
ونظرا لاهمية المكتشفات الحديثة من الانفاق والكهوف البركانية دعا الخبير الاردني الجهات المعنية الى دعم جهود البحث والبدء بدراسة الكهوف في الاردن وطرح عطاءات استثمارية لجذب المستثمرين.
واشار الى اهمية استغلال هذه الكهوف في السياحة العلاجية خاصة وان التجارب العلمية اثبتت ان نقاء الهواء في داخل هذه الكهوف ونسبة الرطوبة المعتدلة تجعلها بيئة مناسبة للاغراض الطبية لعلاج الكثير من الامراض المستعصية مثل الربو والتحسس وامراض الجهاز التنفسي الاخرى مشيرا ان الكثير من الكهوف في العالم تستخدم بنجاح لهذه الغاية كما هو الحال في استراليا
يواصل الانسان رحلة اكتشاف الكون مسكونا بحب الاستطلاع وهاجس الكشف عن خبايا الكون واسراره مدفوعا بأشواقه الى المعرفة وتحقيق مصالحه وغالبا ما يجود الكون على الانسان فيكشف له عن بعض ما اودعه فيه الخالق المبدع من معجزات واسرار تكمن في اعماق المحيطات وآفاق السماء وجوف الصحراء.
ويشكل الجزء الأردني حوالي 11ألف و400 كيلومتر مربع من مساحة الحرة حسب الملاعبة الذي اضاف قائلا ان جهود اكتشاف مواقع هذه الأنفاق تعززت في السنوات الاخيرة وسجل اكتشاف عدة انفاق جديدة في عدة مناطق اردنية.
. | |
|