تيوليب
•° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846
تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965
تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011
موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
 | موضوع: مسجد المرزوقى الاحمدى بنى أثناء الإحتلال العثمانى  الخميس مايو 19, 2011 7:37 am | |
| مسجد المرزوقى الاحمدى بنى أثناء الإحتلال
العثمانى
مكان يعرفه كل أهل القاهرة, ففي هذا المكان دارت الكثير من الاحداث وعاش
الكثير من المصريين وكتبت الكثير من الروايات فهو مؤرخ لتاريخ يصعب عد سنواته.
ولهذا كان من المتوقع عند وصول تحقيقات الاهرام الي الشارع الذي شهد كل التحولات في
تاريخ السياسة والمجتمع المصري ان نجده في حالة اكتفاء أو بالاخص إشباع. وان نجده
ينعم بكل الخدمات خاصة انه بعد خطوات يقع شارع المعز الذي تعتبره وزارة الثقافة
انجازا يحسب لها وعلي بعد خطوات أخري يوجد مسجد الحسين ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ وهو
ما يعني وبشكل آخر أن المكان المحيط يتمتع بوجود منطقة تجارية سياحية. الا ان هذه
الفكرة تغيرت بعض الشيء عندما وجدنا مسجدا كمسجد المرزوقي الذي ينسب الي اول خليفة
للسيد أحمد البدوي يبحث عن مخرج من هذا المأزق الذي يهدده السقوط ومنازل مازالت
مصلوبة تنتظر البت في مصيرها.. فماذا يحدث حقيقة في الجمالية ؟!! وماذا يقول
أهل المكان ؟! جولة في المكان: يبدو شارع الجمالية الواقع في القاهرة الفاطمية
والزاخر بالآثار الإسلامية نموذجا معبرا عن حال الآثار بمصر حيث يضم آثارا كان لها
حظ وافر في خطط الترميم وآثارا مازالت تحت الترميم, وأخري مهملة تعاني وتئن في
صمت دون ان يشعر بها أحد من المسئولين لكونها خارج دائرة الضوء. وكانت البداية في
الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء وهو أول بيت للعبادة في العصر الأيوبي. والخانقاه
التي تعني بيتا للعبادة فريدا في تصميمه المعماري, والظاهر منه أربعة أجزاء بخلاف
الصحن, وبدأت أعمال الترميم فيه منذ ثلاث سنوات. وهو الآن في إطار التشطيبات
النهائية ولم نجد في المسجد سوي عاملين فقط تابعين للشركة المنفذة لمشروع
الترميم. ويحكي عبد المنعم محمود ـ أحد العاملين ـ أن الخانقاه كان في حالة يرثي
لها قبل تنفيذ المشروع, لدرجة ان هناك جزءين كاملين بالمسجد كانا شبه مردومين
وليس لهما ملامح واضحة حتي أنهم أثناء العمل أكتشفوا بالصدفة وجود حوض أثري مردوم
تماما في صحن المسجد يضم نافورة وجزرة صرف كما ان أعمدة الخانقاه كانت مطموسة.
والخانقاه كان به كم هائل من المخلفات, والقمامة, والمياه الراكدة ولكنه بخلاف
معظم الآثار الاسلامية لم تكن به مياه جوفية. وقد تم أكتشاف حوالي18 غرفة صغيرة
منتشرة في أنحاء الخانقاه يقال انها كانت غرفا للدراسة ويحفظ به مقتنيات المكان.
ولقد تطلب العمل في مشروع الترميم تواجد أكثر من30 عاملا في كل وردية عمل يتم
التنسيق فيما بينهم لانهم أصحاب تخصصات مختلفة فمنهم مرممون ومنهم البناة وعمال
المحارة, والسباكون, وعمال الكهرباء وغيرهم. ولم يتوقف العمل بالمشروع طوال
السنوات الثلاث حيث يستمر العمل من الساعة السابعة صباحا وحتي الخامسة مساء.
وهناك متابعة يومية من المشرفين والمهندسين لمراقبة العمل ويجري تسليم المشروع خلال
أيام ونحن كعاملين سعدنا بالعمل في هذا المشروع لأننا أحببنا دارا للعبادة لتقام
فيه الصلاة من جديد. كما ان المكان بتصميمه جميل ومختلف لانه يضم منبرين وهو شيء
لم نعهده من قبل. شهود علي الترميم وعن الآثار الموجودة في شارع الجمالية يقول
حسين عبد الجليل ـ صاحب أحد المحال بالشارع ـ أن هناك كما هائلا من الآثار
الإسلامية يضمها المكان, فهناك مسجد جمال الدين الاستادار ووكالة بازرعة وسعيد
السعداء وسبيل أودة باشا ومسجد محمود محرم ومسجد سيدي المرزوق. وهذه الاثار منها
ما تم ترميمه وأخري يقال إنها علي قائمة مشروعات الترميم ولكن لم يصبها الدور حتي
الآن! ويوجد كم من التعديات في الشارع يحتاج الي تدخل فوري وسريع من جانب
المسئولين سواء من هيئة الآثار أو شرطة السياحة أو الاوقاف أو شرطة المرافق. فعلي
سبيل المثال سبيل أودة باشا مغلق ومهمل, ومحاط بالباعة الجائلين. والوكالة
تعرضت للحريق منذ عدة شهور بسبب ضمها لعدد من ورش النحاس والالومنيوم. وقد تم عمل
تدعيم للمبني من خلال الاعمدة الخشبية, الي جانب المقاهي المقامة في نهر الطريق
وترتكز علي جدران المباني الأثرية. فحال الشارع تدهور وهو الذي كان يعد من أهم
وأشهر شوارع القاهرة الفاطمية. فقد ولدت في هذا الشارع منذ69 عاما وتربيت فيه
ولذلك يصعب علي تحمل الوضع الذي آل اليه الشارع خاصة وانه الشارع المجاور والموازي
لشارع المعز الذي اصبح شارعا خمس نجوم. وشارع الجمالية لايقل عنه اهمية ولذلك
نطالب المسئولين بأن يكون شارعنا في مقدمة خطط التطوير والترميم لكي يستعيد أمجاده
وبهاءه وتكتمل الصورة في شوارع القاهرة الفاطمية. ويضيف مجدي نبيل ـ تاجر ـ أن
أجمل ما في منطقة الجمالية هو جامع الستادار وقد بدأت أعمال التريمم به منذ أواخر
التسعينيات حيث كانت تشغله مدرسة. ولكن وكالة أودة باشا والمعروفة باسم وكالة
بازرعة الثانية لم يتم ترميمها حتي الآن. وتم عمل( صلبة) من الحديد والخشب
لتدعيمها نظرا لوجود محال وورش بالاثر فإن وضعهم قانوني حيث يحصل منهم إيجارات
شهرية كوكيل عن صاحب الملك وهم حوالي أربعة عشر وريثا. مسجد المرزوقي يريد حلا
وفي شارع حبس الرحبة المتفرع من امتداد شارع الجمالية يوجد مسجد سيدي المرزوقي
والذي يقع علي ناصية شارع قصر الشوق. و والمسجد يعاني من مشكلة متشابكة الأطراف
فبخلاف احتياجه للترميم الفوري فإنه غير تابع للأوقاف بشكل فعلي وعن هذه المشكلة
يقول خليفة علي خليفة ـ أمام المسجد ويعمل بشكل تطوعي ـ أن المسجد بني منذ القرن
السابع عشر وقد سمي بهذا الاسم تكريما لسيدي مرزوق اليمني الاصل الذي يعد أول خليفة
لسيدي أحمد البدوي ويضم أثر لقدم الرسول صلي الله عليه وسلم. والمسجد يحتاج
بالفعل الي الترميم نظرا لتدهور حالته الانشائية خاصة قبته الخشبية المعرضة
للانهيار في اي لحظة كما ان المسجد لا يحظي بأي اهتمام من جانب المسئولين بالرغم
من انه مسجدا أثري وخاضع لوزارة الاوقاف علي الورق فقط. بمعني أننا سعينا منذ
سنوات لضمه إلي الاوقاف وتمت الموافقة علي الورق منذ عام1999 ولكن هذه التبعية لم
تترجم أو تطبق علي أرض الواقع. ولقد شكونا من هذا الوضع منذ ذلك التاريخ دون
استجابة وتقدمنا بعدة طلبات للمسئولين أخرها منذ عدة أيام ولكننا لا نلقي سوي
المعاملة السيئة من جانب الموظفين. ولذلك فنحن نناشد وزير الأوقاف للتدخل لحل
مشكلة مسجد سيدي المرزوقي فلا يوجد قائم علي المسجد أو راع له. فأقامة الصلاة
تقام من جانبي بشكل تطوعي وصيانة المسجد وتنظيفه يقوم به عامل واحد وهو مبروك
عبدالحميد يدفع أجره أهالي المنطقة الذين يقومون بالاهتمام بالمسجد من خلال جهودهم
الذاتية ويدفعون من خلال تبرعاتهم فواتير الكهرباء والمياه التي لا تقل شهريا
عن300 جنيه. ومنذ فترة بلغ المتجمد علي المسجد مبلغ14 ألف جنيه دفعها فاعل
خير ولكن يجب ألا يستمر الوضع بهذا الشكل. فالخوف من سيطرة بعض( البلطجية)
علي المسجد نظرا لعدم وجود راع له وذلك تم بالفعل أثناء مولد سيدنا الحسين رضي الله
عنه حيث تم تأجير المسجد لرواد المولد بمقابل مادي. وأؤكد أنني لا أحقق مصلحة
شخصية لان قيامي بأعمال صيانة المسجد تتم بشكل تطوعي والكلام مازال علي لسان ــ
خليفة علي خليفة ــ حيث إن عمري تجاوز الخامسة والستين ولكن مشكلة ضم المسجد
للأوقاف تحتاج إلي حل. والمبرر الذي يردده الموظفون بإدارة الأوقاف التي يجب أن
يتبعها المسجد غير مقبول. وهو أن المسجد تابع للطرق الصوفية ويجب أن تكون ملزمة
بالانفاق عليه. سواء قبل المسئولون أو رفضوا فان هناك جامعا أثريا يطالب بالرعاية
والاهتمام قبل أن ينهار علي رؤوس المصلين. تساؤلات مشروعة: ونسأل عبدالله
العطار مستشار قطاع الاثار القبطية والاسلامية بالمجلس الاعلي للآثار عما يجري
فيقول: محور الجمالية يعد محورا مهما من محاور الآثار الاسلامية في القاهرة.
وهو وبأي حال لا يقل في أهميته عن شارع المعز ومحور الصليبة ومحور سوق السلاح حيث
تتركز فيها الآثار الاسلامية. فلا يوجد مثل هذا التجمع التاريخي من مختلف العمائر
الاسلامية من أسبلة وكتاتيب وخانقاروات ومدارس مثله في أي مكان في العالم.
وبالنسبة للترميمات فإن خانقاه سعيد السعداء من المفترض أن ينتهي ترميمه هذا العام
وفي غضون أيام بعد أن خضع لرعاية ترميمه معمارية الي جانب الترميم الدقيق لمدة تصل
الي العامين. وأما مسجد مرزوق الاحمدي فانه بمعاينته تم إدخاله في مشروع درء
الخطورة لانه في حالة سيئة والمشروع وضع له شكل متكامل لترميمه وطرح في بداية شهر
يوليو لاختيار الشركة المنفذة. ويشرح د. محمد عبدالستار أستاذ الاثار الاسلامية
أهمية هذه الاثار حيث يعتبر خانقاه سعيد السعداء نقطة تحول في تاريخ التصوف في مصر
حيث إنه أول خانقاه للمتصوفة في إطار سياسة صلاح الدين الأيوبي لارساء المذهب
السني. وأما جامع المرزوقي فتعود معظم عمارته للعصر العثماني. والمعروف أنه
خلال الفترة العثمانية حدث تغير معماري كبير ووجدت منشآت دينية لخدمة المجتمع
التجاري. كما حدث أيضا تغير كبير في العصر الايوبي حيث انتهي دور القصور الفاطمية
وظهرت منشأت جديدة. ولهذا يمكننا القول أن خانقاه سعيد السعداء والمسجد المرزوقي
علامات في تاريخ العمارة الاسلامية. ويؤكد د. حسني نويصر أستاذ الآثار
الاسلامية بجامعة القاهرة أن خانقاه سعيد السعداء كان في الاصل قصرا من القصور
الفاطمية, وعندما وصل صلاح الدين الأيوبي الي سدة الحكم قام بإنشاء عدة مدارس
لتدريس الفكر السني في الفسطاط, والعسكر, والقاهرة. ويعتبر هذا الخانقاه أقدم
خانقاه باق من العصر الايوبي. وهو معلم من المعالم الايوبية القليلة التي تعد علي
أصابع اليدين مثل المدرسة الكاملية وقلعة الجبل ومشهد الفخر الفارسي, وقد توافدت
عليه ترميمات وتجديدات غيرت من شكلة ولم يعد باقيا من صورته الاصلية غير كتلة
المدخل. ولان هذا الخانقاه ليس علي طرق مرور المسئولين فقد بقي فترة طويلة دون
ترميم رغم وجود وقف له من الأراضي الزراعية. وأما بالنسبة لجامع المرزوقي الاحمدي
فقد أنشأه مرزوق الاحمدي نسبة الي الطائفة الاحمدية المنتمين الي السيد أحمد
البدوي. وقد تأثر بزلزال1992 وتأثر من قبل بزلزال1882 وهو زلزال شهير وقع في
مصر في نفس وقت دخول الانجليز وهزيمة عرابي. وقد تسبب هذا الزلزال في وقوع معظم
أعالي المآذن في مصر ومن بينها هذا الجامع العثماني المبني علي الطراز المصري
المحلي ويضم سبيل وضريح مرزوق الاحمدي. والمسجد في حالة سيئة من أثر الزلازل كما
أمتد حريق اليه من أحد المساجد المجاورة. ورغم أن له حجة وقف فإنه جامع جانبي في
درب صغير يعاني من الاهمال ولا يهتم بشأنه أحد. والخوف أن يتعرض المسجد للهدم وان
تسرق أراضيه من المساحات الخلفية. فماذا ننتظر؟! | |
|
