هل أنـــــــــت ملهـــــــــــــــــم أم موســـــــــــــــــــوس ؟
كاتب الموضوع
رسالة
تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
موضوع: هل أنـــــــــت ملهـــــــــــــــــم أم موســـــــــــــــــــوس ؟ الأحد مايو 15, 2011 7:14 am
=بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل ((:(( إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين .أما بعد.
هــــل أنـــــــت ملهـــــــــــم أم موســــــــــوس ؟!
يكاد لايوجد إنسان إلا واحتار في منبع فكرة ما أو خاطرة ما ... هل هي من الإلهام أم من الوسواس ؟ بل بعضهم قد يصبح في صراع وعذاب نفسي دائم ، وهنا سوف نحاول بإذن الله وضع النقاط على الحروف من منطلق شريعتنا الغراء .
أولا : حاجــــة الناس إلى الإلهـــــــــــام
إذا كانت حكمة سبحانه قد قضت بإغلاق باب الوحي برسالة - محمد صلى الله عليه وسلم - إلا أنه فتح باب الإلهام رحمة و لطفا ًبعباده لدوام حاجتهم إليه كالتأكيد والتذكير وهو مدد يعين النفوس العامرة بالتقوى لمصحوبة بالعلم الموافق للكتاب والسنة وهدي السلف رضوان الله عليهم ، ومن هذا الذي يزعم أنه ليس بحاجة إلى أن يلهمه المولى سبحانه رشده بفعل الخير وترك الشر وبيان الراجح ؟!
ثانيا : واقــــــــــــــع الحـــــــــــــــال يعرف اليوم الإلهام عند كثير من الناس بمسميات قد تدل عليه في بعض الأحيان مثل الإحساس ، الشعور ، الخاطر والحاسة السادسة والفكرة ونحو ذلك ، ولكنه غير منضبط بضوابط شرعية ، فيتلبس الإلهام بالوسواس والحق بالباطل .
ثالثـــــا : تعـــــــريف الإلهــــــــــــــــــام والوسواس نوع من أواع الوحي بأن يلقي الله في النفس أمراً يطمئن له القلب ؛ من غير استدلال بنص شرعي ، فيبعث على العمل أو الترك يخص الله به من يشاء من أوليائه أو بعض الناس ، وليس بحجة في حق الغير. وأنواعه ثلاثة : إيماني ، اجتهادي ، فطري .
الوسواس لغة : هو حديث النفس ، فيقال وسوس إليه نفسه وسوسة ووسواسا ، كما في (( لسان العرب ))
رابعـــا : أدلتــــــــــــه
جاءت نصوص شرعية كثيرة من الكتاب والسنة تدل عليه وكذلك أقوال من السلف، منها : أ ـ قوله تعالى : ] ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ))[ [ الشمس : 7 ـ 8] . ((وأَوْحَــيْنَآ إِلَـى أُمِّ مـُوسَى أَنْ أَرْضِعِيـهِ ..))[ [ القصص : 7]
ب- جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم (( إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه فإنه عمر بن الخطاب )) .
قال الحافظ في ( الفتح : 6/ 516) : ((كذا قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - على سبيل التوقع وكأنه لم يكن أطّلع على أن ذلك كائن وقد وقع بحمد الله ما توقعه النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمر -رضي الله عنه - ووقع من ذلك لغيره مالا يحصى ذكره )) وقال في موضع آخر : ( الفتح : 7/ 50)
(( وقوله : وإن يك في أمتي ، قيل لم يورد هذا القول مورد الترديد ، فإن أمته أفضل الأمم وإذا ثبت أن ذلك وجد في غيرهم فإمكان وجوده فيهم أولى ، وإنما أورده مورد التأكيد كما يقول الرجل إن يكن لي صديق فإنه فلان يريد اختصاصه بكمال الصداقة، لا نفي الأصدقاء )).
1) ما كان يدعو إلى طاعة وخير فهو من الإلهام وما كان يدعو إلى معصية وشر فهو من الوسواس .
2) الإلهام ثمرة من ثمار طلب الحق المجرد عن الهوى وثمرة من ثمار البر والتقوى وعلامة عليهما ، والمولى سبحانه وتعالى قد قدر وهدى ، فلهذا تسكن إليه النفس ويطمئن إليه القلب وينشرح له الصدر إذا كان هذا الشيء حلالاً، وإذا كان إثماً فلا تسكن إليه النفس ولا يطمئن إليه القلب وينقبض منه الصدر ، والوسواس عكس ذلك ، وفي الحديث الصحيح: (( البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إلية القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون )) أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 4/ ص 94) وصححه شعيب الأرناؤوط .
3) الإلهام يتكرر ويستقر وأن حصل اضطراب في النفس أثناء البحث عن الراجح أو الصواب، ولكنه في النهاية يستقر ولا يضطرب إذا بذل كل جهد مستطاع عليه مثل البحث والمشاورة والسؤال .
4) مكاشفة النفس لتحديد نوع النية قبل الإقدام على العمل ، وكما قيل (( من لايعرف نيته لايعرف دينه )) .
إذا حصل شك أو تردد وحيرة في أمر ، وكنت لا تدري إن كان من الإلهام أو الوسواس، فعليك الترجيح بالاستخارة وإمعان النظر فيه بنور البصيرة لا بهوى الطبع إلى أن يظهر الأمر،قال تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ )) [الأعراف:201]، ولأن الشيطان ليس له سلطان على من توكل على الله. قال تعالى : (( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )) النحل99
وإذا استمر الشك والتردد بعد الاستخارة وقبل انجلاء الأمر؛ فحينها لابــــــــــــــــد من العزم والتوكل على الله بإقدام أو إحجام حتى لا تقع في الحيـــرة فالاستخارة مفتاح ذهـبي للخيرة وليس لمزيد من الحيرة .
وأسأل الله أن أكون قد وفقت في إعطاء فكرة واضحة ومختصرة ولا تنسوننا من صالح دعائكم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
هل أنـــــــــت ملهـــــــــــــــــم أم موســـــــــــــــــــوس ؟