عدد مساهماتى |♥ : 4846تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
موضوع: قصص قبل النوم للاطفال وطنيةي الجمعة مايو 13, 2011 1:37 am
عنوان القصة :ليلى وفرن الصمود
المؤلف: روضة الفرخ الهدهد
الناشر :شركة تقنية تبادل الشبكات
فتح "عبد الله " فرنه .. رفع اكمامه ، وضع المريول على خصره ، ثم بدأ يكيل الطحين ويديره في وعاء العجين الكبير . لم يكن فرنه كبيرا متطورا ، لكنه كان فرنا صغيرا مرتبا يخدم اهل الحي خارج مدينه نابلس القديمه ..وضع الطحين في العجانه ، اضاف الخميره و الملح وادار صنبور الماء، وبدأت الاله تدور وتعجن ..
هكذا كان هو عمله .. يترك بيته قبل ان يترك احد بيته .. وقبل ان يؤذن الصبح او تشرق الشمس .. يذهب الى الفرن ، يعجن العجين ، ويغطيه ويتركه ليتخمر .. يرتب الواح الخشب ، يحمي الفرن ، ثم يذهب ليصلي صلاة الصبح في الجامع .. وعندما يعود تكون زوجته قد ارسلت ابريق الشاي المحلى مع ابنتيه ..
"عبدالله البحش " فران اخذ مهنته عن ابيه وجده وهو لاينسى كم حمل في صغره من الواح الخشب ، وكم رق العجين ارغف مستديره لا ينسى كم حمل من الفرن اطباق الخبز لاهل الحي ، وكم خبزمناقيش الخبز بالزعتر والبيض وصواني اللحم والكفته ، وقد اصبح عنده اليوم الات اتوماتيكيه تلبي احتياجات اهل نابلس المتزايده ..
وهو فران نشيط يحب عمله ويحب خدمة اهل مدينته ، لكن عمله منذ مده بدأ يتراجع لم يعد اهل نابلس كما كانو من قبل .منذ ان دخل الاحتلال الصهيوني مدن فلسطين وقراها ؛تغير الحال ، من كان يشتري عشرة ارغفه اصبح يكتفي بخمسه .. ومن كان يخبز عشرين رغيفا اصبح يخبز عشره اختفت عرائس الخبز‘ تلك كانت لافطار ايام الهناء و السعاده قبل الاحتلال ؛ اما اليوم فقد اصبحت الحياه قاسيه صعبة .. واصبح الوصول الى الفرن صعبا محفوفا بالمخاطر ..
نظر عبدالله الى الشارع امام فرنه ، فوجد الاطفال والشباب والرجال يواجهون الجنود والسيارات العسكريه الاسرائيلية ، منذ ايام والشوراع تمتلئ بالحواجز الحجريه والمطاطيه وتتصاعد المواجهه مع جنود العدو منذ ايام ابتدأ شكل جديد من اشكال نضال الشعب الاعزل ضد الاحتلال الصهيوني منذ ايام ابتدأت الانتفاضه ..
عادت الى ذاكرة عبدالله احداث ذلك النهار منذ ثلاثة اعوام عندما كانت ابنتاه " عائشه و فدوى " تحملان ابريق الشاي وتنتظران عودته من الجامع كانت فدوى تجلس على اكياس الطحين ، بينما تقف عائشه بالباب تنتظر مجيئه ليضع في جيبها المصروف اليومي .. يومها لم يضع المصروف في يدها ولم يضع العجين على الواح الخشب كالمعتاد . يومها لم يعرف ماذا يفعل وكيف يتصرف لقد رأى سيارة أحد المستوطنين الصهاينه في المستعمره القريبه من نابلس وهي تعود ادراجها بعد اطلاق الرصاص . فوجئ بابنته عائشه وقد ارتمت على ارض امام الفرن ، وبابنته فدوى وقد ارتمت على اكياس الطحين .. لم يكن هناك سبب واحدا ليطلق هذا المستوطن الاسرائيلي النار على بناته وفرنه ، حمل عبدالله ابنتيه على الواح الخشب وانطلق مع شباب الحي الى مستشفى "الحاجه عندليب العمد " .. بينما هرب القاتل الى المستعمره القريبه " الون موريه ".
منذ ذلك النهار تعاظم الامر في نفس عبدالله كيف ياتي هؤلاء الصهاينه ليحتلو ارض فلسطين وليقتلوا ابناءها كيف ياتي هذا المستوطن الاسرائيلي ليسكن قرب نابلس ثم يقتل ابنته عائشة قد يجيء الغريب الى الارض ، وقد يطلب المساعده من اهلها ، وقد يعمل فيها ولكن ان ياتي بنواياه الخبيثه ليحتل مساكنها ويقطع اشجارها ويقتل ابنائها ؛ فهذا ما لايقبله انذ "استشهاد عائشة " تغير حال عبدالله وزوجته ليلى .. تمنيا لو يستطيعان رؤية ابنتهما عائشة ، او ان يعيدا لابنتهما فدوى ساقها سليمه وقد انطوت ليلي على نفسها و على شعورها الحزين فاحتضنت بناتها الصغيرات ، ولم تعد تغادر المنزل الا للضروره اما عبدالله فكان دائم التفكير بالانتقام لمقتل ابنته عائشه ولاحتلال مدينة نابلس ولوجود المستعمرات الصهيونيه في فلسطين ..
منذ ان قامت الانتفاضه في مدن فلسطين وقراها تغير كل شي ، الانتفاضه غيرت الناس داخل فلسطين وخارجها وقد احس عبدالله بالانتفاضه تقلب حياته راسا على عقب احس انها فرصته للعمل الذي كان ينتظره الم يقدم فرنه هذا ومنذ ثلاث سنوات ابنته الشهيده عائشه ؟ الم يكن يتمنى الانتقام لها والدفاع عن ارضه المحتله ؟ نظر عبدالله الى الشباب الملثمين في الخارج ثم قام بهمه ونشاط ، رق الارغفة وخبزها وصفها على الارفف الامامية ولما جاء احدهم يطلب شراء رغيفين قال له عبدالله : الخبز مجاني كل هذه الارغفه لكم لاهل نابلس ،لشباب الانتفاضه كل فرد او عائله تاخذ ما تحتاج من الارغفه وساخبز لكم ما تريدون مجانا من اليوم فصاعدا كل عملي وجهدي هو للوطن ولابنائه الثوار من كان يملك ثمن الخبز يدفع في هذه السله ؛ ومن لايملك ياخذ قدر حاجته وساسمي هذا الفرن فرن الصمود .
لقد بدات المعركه ... ونحن لها .....
ستة اشهر مرت على الانتفاضه ، وليلى زوجة عبدالله لا تغادر بيتها الا للضروره سته اشهر وهي تعتقد ان حماس زوجها سيخبو وان الانتفاضه سوف تتوقف كانت كلما راته يعمل من اول النهار الى اخره ، يؤمن الطحين والسولار لفرنه حتى لا ينقطع الخبز عن الناس ، سان . تقول : لابد انه سيمل ولابد ان الانتفاضة سوف تتوقف فالى متى سيتحمل الناس "القله " و "التعب " و " الشقاء " ستة اشهر وليلي تتابع اخبار الانتفاضة عن بعد وتتعمد الا تتدخل في الحديث عنها مع زوجها و تتساءل : الى متى سيبقى الحال هكذا في مدينة نابلس ؟ متى تعود المدينة الى هدوئها و أمنها ؟ متى يعود الاولاد الى مدارسهم ، و الرجال الى اعمالهم من دون خوف ؟ متى تفتح المحال التجاريه ابوابها ؟ متى ينتهي السجن والاعتقال .. متى .. متى .. .. ؟؟
كانت ليلى امراة فلسطينيه عاديه تحب ارضها وتحب الناس ؛ لكنها كانت تكره القتل والعنف لقد اثر فيها مقتل ابنتها عائشة دون ذنب فهل ستفقد - لاسمح الله - زوجها ؟ .. أم هل ستبقى حبيسة البيت خوفا من الاسرائيلين ؟ .
وقفت الجاره أم اسماعيل وعشرات النساء والرجال والاطفال بهدوء غريب في الشارع و رغم عدد الناس الكبير ، الا ان الشفاه لم تتحرك العيون وحدها هي اللي كانت تتحرك كلها كانت تنظر الى اعلى السماء والى عمود الكهرباء وشجرات السرو العاليه في ذلك الشارع وقف الناس والجنود الاسرائيليون يراقبون اربعة من الشباب يصعدون عمود الكهرباء ومئذنة الجامع وشجرتي سرو وقد انشدت الاعصاب كلها ، فلما نزل الشباب و رمى الجنود الاعلام على الارض ، وداسوها باقدامهم ضج الشارع بالحركة مره اخرى ، وتباعد الناس الى بيتوهم يتغامزون متى ارتفع هذا العلم الفلسطيني الى العمود ؟ اي ايد طاهرة اوصلته الى شجرة السرو ؟ متى يخيط الناس هذه الاعلام ؟ ومتى يزرعونها على مآذن الجوامع ؟
تباعد الناس الى بيوتهم ، و لكن احد احد الجنود الاسرائيلين اشار الى ام اسماعيل واربعة من النساء الاخريات كي ينظفن الشارع من الحجاره بينما اقتادوا مجموعه من الشباب الى "العماره" للتحقيق معهم !!
ادخلت ليلى بناتها من عن شرفة منزلها اقفلت الباب وراءهم بالمزلاج والمفتاح انزلت الاباجورات ، فهي لا تريدهم ان يشاركو ولو" بالفرجه "على احداث الانتفاضه . ولكن فدوى في تلك الليله قامت تطل من ثقب من النافذه ، فاذا بها ترى احمد ابن جارتهم " ام اسماعيل " يتسلل من منزله حاملا عصا طويلة ، ويصفر صفيرا عاليا ، ومن بيوت قريبة سمعت الصفارات ترد التحيه على صفير احمد ، وبعد ثوان كان عشرات الشباب الملثمين يخرجون الى الشارع يكسرون لمبات الاناره في مصابيح الشوراع فلما عم الظلام الشارع ؛ شاهدت فدوى "الاشباح" تتسلق المرتفعات !!
في صندوق فرن الصمود جمع عبدالله مبلغا من المال يكفي لشراء خمسة اكياس جديده من الطحين كان من يملك نقودا يدفعها مقابل ما ياخذ من الخبز ومن لا يملك يأخذ من الخبز قدر حاجته كان اهتمام عبدالله " واللجنه الشعبيه في قيادة الانتفاضه " تأمين الخبز لكل اهالي نابلس فأي بيت يجد الخبز سيصمد وسيواجه الاعداء ..
ولكن عبدالله بدا يواجه مشكله كبيره ، بدأت تطل برأسها منذ ايام لقد نقص "السولار" من محطات الوقود في المنطقه كلها ، وقد اضطر ان يشتري كميات اضافيه من محطة قريبة للضروره ، وازداد النقص حتى انقطع نهائيا قطعته حكومه الاحتلال ومنعت وصوله الى كل مدن فلسطين ..
نظر عبدالله الى مخزون السولار في بيته فرأى فيه وفرا فقال لزوجته : أرى عندك مزيدا من السولار... نعم اوفر استعماله كما ترى ، فلا اشعل المدفاه الا في ساعات البرد القارص .
عنوان القصة :ليلى وفرن الصمود
المؤلف: روضة الفرخ الهدهد
الناشر :شركة تقنية تبادل الشبكات
اريد ان اخذه يا ليلى الى الفرن ، فلقد انقطع السولار من كل مكان ... كيف تأخذه ؟ ونحن ماذا نفعل ؟ تلبسين انت و اولادك مزيدا من الملابس ، وتضعون الحرامات الصوفية .
ثارت ثائره " ليلى " فكيف تصبر هي و بناتها الصغار على البرد ؟ الا تنتهي مشاكل مدينة نابلس ؟ الا تنتهي الانتفاضة ؟ ألن ينتهي الاحتلال ؟ متى تنتهي يارب .. متى ؟؟
عشرة اشهر مرت على الانتفاضة وعبدالله يداري زوجته ويحترم شعورها ونفسيتها عشرة اشهر وهو يتوقع ان تغير من موقفها وان تتعامل مع الانتفاضه بشكل اخر فهل ستبقى على سلبيتها يا ترى ؟ منذ ان بدأت الانتفاضة ملآت الفرحه قلب عبدالله ، وازدادت ثقته بنفسه ، واعتداده بكرامته وكرامه ابناء بلده ، فلماذا لا تشاركه زوجته موقفه ؟؟ صحيح ان مشوار الحرية طويل و انه شاق وصعب ، وانه قد يسقط مزيدا من الشهداء وقد يسجن مزيد من الشباب . لكن
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجه يدق
خمسة ايام متتالية لم يخرج عبدالله ولا زوجته ليلى ولا البنات من منزلهم لقد فرض العدو منع تجول على مدينة نابلس والتزم اهل المدينه بالامر فقبعوا في البيوت لا يبرحونها كان الامر سهلا على ليلى وبناتها ، فهي قد فرضت على نفسها منع تجول الزامي خاص بها ولكن عبدالله لم يكن يطيق منع التجول ابدا ، فكيف يعيش الناس من دون الافران ؟؟
قالت الجاره ام اسماعيل من شرفة بيتها تحدث عبدالله : " ايه يا جارنا يفرجها الله الناس بتدبر حالها انت نسيت بوابير الكاز القديمه يا جارنا ؟ لا تخاف على الناس طنجرة عدس بتكفيهم ، حبة زيتون تشبعهم الجوع مش مهم المهم الصمود حتى يزول هالاحتلال "
سكتت ام اسماعيل ثم قالت : " انظر الى قطعة الارض الصغيره التي تحيط بالدار ؟ لقد زرعناها شوية بندوره على بصل على فول اخضر على باذنجان وها نحن ناكل منها ومرتاحين المهم الايرتاح العدو لا ليل ولا نهار " .... واذا طال الحال ؟ " يطول مهما يطول يا جارنا احنا قررنا ومش رح نرجع عن قرارنا لا يهمنا شي ولا نخاف من شي العمر واحد والرب واحد واذا كان الانسان مقدر عليه من ربه ساعة موته ، فليمت وهو مرتاح البال وراحة بالنا الان هي في التصدي لجنود الاحتلال "
كانت زوجة عبدالله تسمع الحديث باستغراب فأم اسماعيل هذه قد اعتقل ابنها اسماعيل قبل الانتفاضه كان في صف التوجيهي ويذهب كل يوم الى المدرسة "حسب الاصول " لم يكن أحد –حتى امه – قد احس بالتغيير الذي جرى عليه وبازدياد تغيبه عن بيته وعندما سالت صديقه يوما عنه ، لم تجده ، بل فوجئت ان ام صديقه هذا ، تقول ان ابنها عند اسماعيل نفسه لدراسه الفيزياء وقد ارتابت منذ ذلك اليوم بالأمر واحست ان ابنها يخبئ عنها امرا ما واشتكت لجارتها ليلى عن مخاوفها
كان ابنها يحضر في المساء متعبا منهكا لا يقوى على الحديث وتكرر غيابه عن المدرسه والبيت ، فلما جاء الجنود الاسرائيليون في ذلك المساء الى منزل ام اسماعيل عرفت ليلى الامر دفعه واحده ولما جرت محاكمته بعد اشهر وعلمت ان قد سجن تسعة عشر عاما ، ابتدأت تبتعد عن جارتها ومشاكلها فهل ستسمح لزوجها وبناتها ان يستمعوا لافكار ام اسماعيل هذه ؟ جرت " ام عائشة " بناتها من الشرفه وطلبت من زوجها الدخول لاقفال الباب بالمفتاح والمزلاج .
لم تكن الساعه قد جاوزت الخامسه صباحا عندما دق الباب دقا عنيفا متقطعا ، واطلت فدوى من فتحة الباب واذ بمجموعه من الشباب الملثمين بالحطات يلحون عليها بفتح الباب للجوء والاختباء عن عيون الجنود الاسرائيلين كانوا مجموعه من الشباب قد فروا من امام دورية عسكرية فاجأتهم ، فتفرقوا بين البيوت القريبة ..
وانطلقت فدوى لوالدتها لتساعدها على فتح الباب واحتارات ليلى وترددت لحظات هل ترك الشباب بالباب يواجهون العدو وقد استفرد بهم وحشرهم في هذه الزاويه ، ام تفتح لهم الباب وتخبئهم وتتعرض للجنود يستجبونها ويدخلون بيتها ؟؟
لم ترد ليلى ان تتدخل في مشاكل الانتفاضه أو أن تعرض بناتها على الجنود الاسرائيلين فماذا تفعل وهي تحس اللهفه في صدروهم ؟ لابد انهم هاجموا الدورية عن بعد ، ورموها بحجارتهم فلما نزل الجنود من سايراتهم ولحقوا بهم ، انسحبوا الى الخلف تحسبا من اسلحتهم وقد شاهدت بعضهم يركض في "الحواكير" الخلفيه او يختبئ في الازقه الضيقه فماذا تفعل لهؤلاء الذين استنجدوا ببيتها
وبهدوء لم تعهده ليلى في نفسها من قبل وكأن الله انزل سكينتة على قلبها فتحت ليلى الباب وادخلت الشباب واعادت المفتاح والمزلاج ..
ثوان وكان طشت الماء قد امتلأ بالماء ووضعت فيه بنطلونات الجيبنز وكنزات صوفيه و تحتها وضعت الحطات الفلسطينيه ثوان وكان الماء البارد ينزل على راس احد الشباب للاستحمام ثوان و كان السرير قد نام فيه شاب لم يعرف النوم النوم الى جفونه سيبلا .
وبعد قليل وقفت ليلى تمسح يديها من الماء والصابون ، وتنكر انها رات احدا يمر من هنا كل ما رأته شبابا يقفزون الى الحواكير الخلفيه بين البيوت و الاشجار !! وبعد ساعه كانت ليلى تقف على الشرفه وتنادي على جارتها ام اسماعيل : يا ام اسماعيل انتبهي لابنك احمد فقد يأخذونه الى السجن .... " الله يحيمه ويحمي كل الشباب يا جارتنا .. والله قلبي على كل الشباب اللي في عمره بس شو اعمل ؟ لا احد يقدر يمنعهم من الاشتراك في الانتفاضه " .... واذا سجن لا سمح الله ؟
" اذهب وازوره هناك أراه مع اخيه اسماعيل انت تعرفين انني اذهب الى السجن هناك كل يوم جمعه اشهد اسماعيل نصف ساعه فقط فإذا اخذوا احمد ازورهم الاثنين معا أتدرين يا جارتنا ؛ اسماعيل وصاني ان لا امنع احمد من المشاركه في الانتفاضه قال لي يما.. اياك يما .. ان تمنعي احمد من القيام بدوره مع شباب الانتفاضه اياك يما.. وانت يما.. لا توفري روحك وتنحبسي في البيت اخرجي في المظاهرات واحمي الشباب وساعديهم في كل ما يريدونه الله يخليك الثوره بدها الشعب رجاله ونساؤه وأطفاله لا تتردي ابدا في حماية الشباب و توفير احتياجاتهم .
قالت ليلى وهي تخفض صوتها خشية ان يسمعها احد : و هل تساعديهم حقا ؟ هل تخرجين في المظاهرات ضد الجنود الاسرائيلين ؟ هل ترمين الحجاره على السيارات العسكرية ؟ هل تقبلين بحمل اطارات السيارات المطاطيه وحرقها في مداخل نابلس ؟ والله لو كان أحمد ابني وعلمت انه يضع الاعلام في الليل على رؤوس الاشجار والمآذن أو أعمدة الكهرباء ، لما سمحت له الخروج ابدا من عتبة الدار هذه ابدا .
- قال ام اسماعيل ببراءه : " ولو يا جارتنا والله انا خايفه الان بس لانك حامل وبناتك صغار اما لو كنت مثلي لما خفت ابدا ولما منعت نفسك من مساعدة الثورة . اي والله امس ذهبت الى مستشفى الحاجه عندليب العمد قالوا ان هناك شبابا قد جرحهم العدو و نزفوا و هم بحاجه الى دم وقد ذهبت للتبرع بدمي فوجدت عشرات من النساء والرجال قد تقدموا قبلي للتبرع بالدم اي والله يا جارتي كنا كلنا فرحانين ان ننقذ جريحا بدمنا لقد اخذوا دما اكثر من حاجتهم بعشر مرات وعلى فكره انا تعلمت الاسعافات الاولية واذا احتجتيني انا مستعده ا
لم تتفوه ليلى ببنت شفه قالت في نفسها : اي نوع من النساء انت يا ام اسماعيل ؟ اي قدره على الصبر والعطاء وقد زرعها الله في قلبك ؟ واي ثوره كبيره تملأ جوانحك فلا تكلين ولا تملين اي امراة فلسطينيه انت .... دخلت ليلى المنزل واغلقت الابواب ..
استيقظ عبدالله مبكرا كعادته ، ولكنه لم يجد زوجته ليلى في فراشها .. فهل يكون موعد ميلادها قد حان ؟؟؟ كانت تحس بالقلق الشديد تجاه حملها هذه المره هل كان ذلك بسبب احداث الانتفاضه و منع التجول وصعوبة الوصول الى المستشفى ؟ ام كان لرغبتها الكبرى ان يكون ما في بطنها ولدا ذكرا ، ابنا لوالده وأخا لأخواته الاربع ؟
تركت ليلى فراشها واتجت الى الشرفة في عتمة الظلام ، نظرت الى النجوم والقمر وآيات الله ثم رفعت يديها الى السماء واخذت تدعو الله من كل قلبها يارب ولد يارب يارب أرزقني بولد يارب ارزقني بولد " ..
واحست ليلى باحد يمسك ذيل فستانها من خلفها ،فخافت فإذا ابنتها الصغرى ذات العامين قد استيقظت ولحقت بها تمسك ذيل فستانها فاحتضنتها وقالت لها " قولي معي يارب ماما تولد ولد " فلم تفهم البنت ما تقول ، فاعادت عليها امها الكلام علها تكرره ، وعل الله يستجيب لدعوة الصغيره البريئه ..
وسمع عبدالله فأقبل على زوجته يحتضنها بحب وعطف ويقول : يا ليلى البنات والاولاد نعمة من الله .. والله ما عندي فرق بين البنت والولد كلهم مثل بعض قالت ليلى وهي تغالب دمعها
لا ، انا اريد ولدا .. اريد ولدا يحمل اسمك ، واخا لبناتي يقف معهن . حتى انت في قرارة نفسك تريد ولدا لقد قلت لي مره انه اذا رزفنا بولد فسوف نقص شعره اول مره في مدينه الخليل الابراهيمي ؛ فكيف تقول الان انك لا تهتم اذا كان المولود ذكرا كان ام انثى ؟
كله رضا من رب العالمين يا ليلى، واجشهت ليلى بالبكاء واحتضنها زوجها بحنان فهو يعلم ان ما تعانيه في هذه الايام يفوق قدرتها على التحمل وانه ليس فقط موضوع الولد والبنت ؛ بل ان جميع الناس في نابلس يعانون الكثير في هذه الايام ؛ و لكنهم يتحملون ويصبرون هو نفسه يعاني من صعوبة العمل في الفرن وقلة النقود بين يديه ويعاني من منع التجول الذي يستمر احيانا اياما واسابيع ولكنه يتحمل و يصبر ، بل يشعر بالكرامة والكبرياء في سبيل وطنه ..
وتوقف قليلا فهل صحيح انه لن يتضايق اذا انجبت زوجته بنتا خامسة ، لقد كان هو الاخ الوحيد لاربع بنات وهو ما يزال يذكر كيف كان "الاثير"عند والديه لايزال يذكر فعلا كيف كان شعره طويلا كالبنات ،الى ان اصبح عمره سبع سنوات كان يسمع امه تقول انها نذرت ان تقص شعره في الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل لم يكن يعرف اين تقع مدينة الخليل هذه ولماذا هي بالذات الا يوجد صالونات حلاقه في مدينة نابلس ؟ والده يقص شعره كل اسبوع في نابلس فلماذا لا يقص هو شعره عند نفس الحلاق ؟
قالو نصلي اولا في الحرم الابراهيمي ثم نقص شعرك قال : يوجد في نابلس جوامع كثيره فلماذا الحرم الابراهيمي ؟
و مع ذلك كان فرحه بالسفر مع والديه يوم الجمعه كبيرا . ليلى و فرن الصمود
يومها سارت السياره مدة ساعه او اكثر ووصلت الى بساتين وكروم العنب واشتروا صناديق العنب والتين "والملبن" يومها استغرب من "الملبن " فهو لم يسمع باسمه من قبل ... قالوا له انه "عجينة العنب " فاستغرب اكثر : وهل للعنب عجين كما للخبز الذي يراه في فرن والده ؟ ثم اشترى والده مزهريات و ثريات وقناديل من الزجاج الملون بالالوان الجميله الجذابه من صناعة اهل الخليل واشترى بساطا كبيرا لا يزال في منزل والده الى اليوم يومها احس انا اهل الخليل "شاطرين"في كل شي حتى انهم يصنعون الصابون الذي يتباهى اهل نابلس بانهم امهر الناس في صناعته ..
كانت اياما جميله تلك الايام كل شي في نابلس كان جميلا فهل يعود لنابلس هناؤها وهل سيعيش ابنه ان ولد مثل تلك الايام ؟
كل حدث في نابلس ومنذ بدأت الانتفاضه كان يثير الدهشه عند ليلى ؛ مصابيح الشوراع يكسرها شباب الانتفاضه الاعلام الفلسطينيه تخاط وترتفع على اعمدة الكهرباء واشجار السرو و مآذن الجوامع الامهات يقدمن لاولادهن الحجاره لرميها على جنود الاحتلال اطارات السيارت يحرقها المواطنون امام الدوريات العسكرية الاسرائيلية . شباب بعمر الورود يعتقلون او يسقطون شهداء فتزداد الثوره اشتعالا ، دكاكين ومحلات تجاريه تفتح او تقفل تبعا لبيانات "القيادات الموحده للانتفاضه ". تعاطف وتآخ بين الجيران لا مثيل له .. اكياس صغيره من الارز والسكر والسمن وبعض اللحم و الخبز توزع على أبواب المنازل لا يدري أحد من وضعها ومتى ؟ وقد كتب عليها : " من لجنة الانتفاضه لك ولجيرانك المحتاجين " كل احداث نابلس تثير دهشة ليلى بل العالم كله من هم قاده الانتفاضه هذه من اين لهم الاموال لدعم صمود الناس وتأمين حاجياتهم ؟ من الذي يصدر البيانات الشهرية للانتفاضه ؟ ومن يوزعها ؟ ومتى ساعدك في اي وقت كان ..
تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
موضوع: رد: قصص قبل النوم للاطفال وطنية\ي الجمعة مايو 13, 2011 1:41 am
كل يوم تعتقل الحكومه الاسرائيليه عشرات و مئات المواطنين ، وتعلن انه باعتقالهم ستوقف الانتفاضه ؛ فهم "قادتها"امتلأت السجون بالشباب و الفتيات و لم تتوقف الانتفاضه كل يوم يخرج اسحق شامير وشمعون بيرس واسحق رابين ، رؤساء ووزراء حكومات اسرائيل " يقولون انهم سيقمعون الانتفاضه حالا وخلال ايام فقط ، فتطول الايام ولا تقمع الانتفاضه ولا تتوقف ..
عندما خرج عبدالله من بيته الى فرنه رأى حشدا هائلا من الناس يملأون الشارع ، وسمع الهتافات تملأ الافق وتصل الى عنان السماء وجد الشاب ملثما يحمل علما فلسطينيا كبيرا ومن حوله بعض الشباب يحملون شيئا صغيرا و شاهد شابا اجنبيا اشقر الشعر يصور بكاميرته السينمائيه ما يجري في المظاهره .. كانت مجموعه كبيره من النساء يحطن بامرأه تصرخ وتبكي ولم يستطع عبدالله ان يميز ما يجري ثمة امر غريب كان في مظاهرة اليوم اقترب عبدالله يستطلع الخبر حاول الاقتراب واذ به يرى جارتهم ام اسماعيل فقال لها : ما الامر؟
" جيراننا في الشارع المقابل يا جارنا ابنهم عمره يومين اثنين فقط والله يومين ، انا ساعدتها في الولاده مع القابله أول أمس " .. ماذا جرى له ؟ " مات .. قال اختنق بالغاز ومات يا عيني على امه لساها تعبانه من الطلق والميلاد " وكيف وصله الغاز ؟ " من جنودهم يا جارنا من جنود اليهود كانت امه يا عيني فاتحه الشباك ، قال بدها شويه هواء نظيف يدخل الغرفه فدخلت قنبلة غاز ، روموها يا جارنا داخل البيت والولد الصغير لم "يلبط" دقيقه واحده ومات أي هو يا جارنا صدره رح يتحمل الغاز ؟ قال ابو عبدالله وهو يغادر المكان متجها الى فرنه تاركا المظاهره والجنازه .