قال الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري إنه يتعهد بعدم مرور ما جرى في ميدان التحرير بالأمس دون تحقيق لمعرفة المسئولين وحسابهم متعهدا بحماية المتظاهرين وتأمينهم حتى لا يتكرر ما حدث.
وقال شفيق في مؤتمر صحفي عصر الخميس في أول خطاب من مكتب رئاسة الوزراء منذ تكليفه بالوزارة مساء السبت: "لدينا مجموعة من الخطوات تنفذ قبل رحيل الرئيس نهائيا، لكن الإصرار من الشباب على رحيل الرئيس الأن وفورا ليس مظهرا كريما لأمة، ولا يمكن أبدا تطبيق الكتالوج التونسي بالكامل بما فيه فتح السجون".
وأضاف أن الملك فاروق الذي ضاعت مصر على ايده وقامت الثورة لرحيله نراه في الأفلام في الميناء بكرامته ورئيس الدولة يحييه عند رحيله، في إشارة واضحة لضرورة خروج الرئيس مبارك بشكل كريم.
وأضاف "كانت المظاهرات المؤيدة للرئيس مبارك التي انطلقت صباح الأربعاء في البداية نموذجية وحضارية لكن عند الظهيرة حصل ما لم يكن في الحسبان حيث تقدمت مجموعات لا أتخيل طريقة دخولها حتى الأن ولا أعرف هل نقلت أو رتب لها أم لم يرتب لها وهل كان لها منظم أم كانت تلقائية".
وهاجم من وصفوا بأنهم موالون للرئيس المصري مبارك متظاهرون في ميدان التحرير أمس الأربعاء ووقعت عشرات الضحايا من الجانبين بين قتلى ومصابين.
وأضاف رئيس الوزراء المصري: "لا أعي حتى الأن أبعاد الموضوع لأنه لم يتم التحقيق فيه لكنه نشأ شيء من الاحتكاك غير المرغوب فيه" مشيرا بعامية مصرية "ايه اللي جاب المؤيدين للرئيس إلى التحرير إلا للمشاغبة" على حد قوله.
وأوضح: "حصلت احتكاكات لأن المشاركين شباب وحصلت اشتباكات وتصاعدت الأمور واتضح أن المهاجمين يحملون نوعا من وسائل الضرب بينها مطاوي وغيرها ولما تصاعد الموضوع وظهرت الدماء تم اذكاء الفتنة وهو منظر تبقى قلوب المصريين تدمع عليه دما لفترة طويلة حتى ننساه".
وقال: "لم يكن في الحسبان تحول ميدان التحرير لمعركة حربية مع إن وزير الصحة عالج الكثيرين ومعه سيارات كثيرة إلا أن البعض من الجانب الرافض لبقاء الرئيس لم يكن يقبل النقل بسيارة الإسعاف لوجود حالة من الثقة المفقودة" على حد تعبيره.
وتابع إن المنظر غريب تماما على المجتمع المصري وأنه أدى إلى ليلة دامية والمزيد من تعميق الجرح وهذا أخطر ما في الأمر بالفعل لأنه سيستغرق وقتا أطول لتضميد تلك الجراح.
وأكد أنه يتعهد أن هذا لن يمر مرو الكرام وأنه بحكم خطاب تكليفه بالوزارة كان أحد بنود تكليفه وقبل الحادثة أن يحقق بعمق في أسباب الغياب الأمني الكامل عن الساحة الذي أدى إلى فقدان الكثير من المال العام وفقدان الأمن الشخصي والعائلي بنزول المواطنين لحماية مصالحهم وإن كانت النقطة الوحيدة المضيئة في الموضوع.
وأضاف أن ما حدث بالأمس كان مهزلة كارثية ستكون أول بنود التحقيق لمعرفة إن كان مخططا أم تلقائيا ومن المسئول عنها وكل مسئول عن هذا سيلقى حسابه كاملا في الفترة القادمة مشيرا إلى أنه قرر أن يعتذر اعتذار من يقدر المسئولية في كل وسائل الإعلام بحكم أنه مسئول وعليه حماية أبناء بلده. "وأعد أن هذا لن يتكرر لأننا اكتشفنا الثغرة التي نفذ منها المتسللون".
وأشار إلى أنه يبدأ عملية الحوار وتضييق الفجوة بين الأراء لأن الحوار يعني أنه لا يتمسك إلى مالا نهاية برأيه ولكن يجلس على مائدة للتفاهم سلبا وإيجابا لأن مالا يدرك كله لا يترك كله وإلا فإنه لا يحاور لو افترض أنه على حق وغيره على خطأ.
وشدد على أنه "يسبق كل شيء سلامة الأبناء المتظاهرين وخروجهم من موقعهم الذي يتحصنون فيه وكأنهم في حرب لأن ما يجري شيء غير متخيل ولا أدري ما الذي أدى إلى ذلك".
وأضاف شفيق أن التحقيقات ستجرى لمعرفة الأسباب التى أدت إلى ذلك ، وهل كانت مخططة أو مدبرة أو عفوية ، ومعرفة الجهة أو الجهات التى تقف ورائها .. وسوف يكون التحقيق بمنتهى الدقة.
وردا على سؤال حول مسئولية وزير الداخلية السابق حبيب العادلى عما جرى خلال الأحداث التى شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية نتيجة الفراغ الأمنى ، قال رئيس الوزراء إذا كان الوزير هو المسئول عن الخطأ أو خطأ ما سوف يحاسب .. وسوف تعلن نتيجة التحقيقات ، ولا غضاضة فى ذلك .
وأكد الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء حرص الحكومة على الحوار والتفاهم حول كافة القضايا المطروحة والإستماع إلى كافة الآراء وبدون شروط للوصول إلى حل يرضى الجميع وتحقيق الصالح العام .
وقال ليس هناك سقف معين لتحديد الحوار ، وإننا مفنتحين لسماع الجميع من الشباب أو قادة الأحزاب وممثلى القوى الوطنية والحكماء .
وإستطرد قائلا "ما لايؤخذ كله لايترك كله " ولابد من الجلوس على مائدة التفاوض وأن الحوار يعنى لاأتمسك إلى ما لانهاية برأى ، وإلا ماكان هناك حوار .
وأضاف لاأحد يقطع أن هناك مؤامرة ، وليس هناك شىء يمكن أن أضع يدى عليه ، جميع الإحتمالات موجودة حتى لو كانت هناك مؤامرة ، فنحن أخطأنا فى حق أنفسنا لإننا سمحنا لأنفسنا بنجاح تلك المؤامرة .
وردا على سؤال حول حركة الملاحة فى قناة السويس ، وتأثرها بالأحداث قال ليس هناك أى تأثير على حركة الملاحة فى قناة السويس .
وقال الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء ردا على سؤال حول حظر التجوال ، أن رفع حظر التجوال مرهون بتحقيق أمن وسلامة المواطنين.
وردا على سؤال حول مطالبة الإدارة الأمريكية للرئيس مبارك بنقل السلطة الآن، قال رئيس الوزراء لايهمنى الخارج ، مايهمنى هو الداخل .. هناك أصولا لابد من إتباعها .. رئيس الجمهورية أعلن أنه لن يترشح فى الإنتخابات القادمة ، وبالتالى هناك مجموعة من الخطوات لابد من تنفيذها قبل إنتهاء مهام منصبه وهناك أربعة شهور سيفوض بعدها الرئيس الأمور للأخرين لتسير البلاد.
تساءل الفريق شفيق بقوله هل خروج الرئيس الآن مظهر مشرف، مشيرا إلى أن الملك فاروق الذى أضاع مصر وقامت الثورة نتيجة الأوضاع السيئة التى شهدتها البلاد فى عهده خرج بصورة مشرفة وعزف له السلام الملكى فى حينه وكان فى وداعه رئيس الثورة .. ماتم كان إجراء ينم عن حضارة دولة لها تاريخ سبعة آلاف عام وليس 200 سنة .. لابد أن يخرج الرئيس بكرامة وعزة وهذه هى الأصول.