تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846 تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011 موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
| موضوع: إلحادية الفلسفة الثلاثاء مايو 03, 2011 2:53 am | |
| عرف العلماء الفلسفة أنها عبارة عن لفظة يونانية مركبة من ( فيليا ) أي محبّة و( صوفيا ) أي الحكمة، أي أنها تعني محبة الحكمة. وتستخدم كلمة الفلسفة في العصر الحديث للإشارة إلى السعي وراء المعرفة بخصوص مسائل جوهرية في حياة الإنسان ومنها الموت والحياة و الواقع و المعاني والحقيقة. وقديما كان يطلق على الطبيب الذي يعالج الناس ( حكيم ) وذلك لقدرته على اكتشاف العلة التي يعاني منها المريض بشكل دقيق وسريع. كذلك كثيرا مانسمع في المجالس مفردة( حكيم ) كأعلى درجة يمكن أن يتصف بها ذو علم وثقافة. كذلك نجد أنه عندما يستطرد إنسان ما في شرح نظرية معينة بطريقة معقدة نقول له باللغة الدارجة ( لا تفلسف علينا ).
كل هذه الأمثلة تدلل على أن المجتمع لديه تصور عام بماهية الفلسفة. لو غصنا قليلا في أعماق هذه المفردة لعلمنا أن طاليس يعتبر من أوائل الفلاسفة اليونايين الذين تكلمو عن طبيعة الكون والوجود ونحوها لكنه كان يركز على الأمور الغيبية , بينما أرسطو و أفلاطون أنزلو هذه الفلسفة من السماء إلى الأرض من خلال التركيز على الإنسان وطبيعته. المهم في هذا الأمر أنه حينما تذكر هذه المفردة يتولد لدي شعور من الريبة والتخوف , حيث أني أجد أن الفلسفة خاصة حسب نظرة طاليس قد تتجاوز محبة الحكمة إلى تحكيم العقل بشكل مبالغ فيه قد يقود صاحبه إلى إنكار الذات الإلهية والتي تؤدي بدورها إلى الإلحاد والعياذ بالله.
أنا لا أقول هنا بتغييب العقل الذي خصنا الله به عن سائر مخلوقاته ولا أن العقل قد يتنافى مع الوجود الإلهي ( حاشا وكلا ) ولكن ينبغي ألا نشطح به بعيدا لأن ذلك كفيل بإدخالنا في معمعة عقدية لن نخرج منها سالمين. جميل منا أن نحاول فهم الفلسفة من خلال الإطلاع عليها وعلى روادها ولكن حري بنا أولا أن نحصن عقولنا بكمية وافية وكافية من دروع الثقافة وأسلحة العلم خاصة الشرعي منها حتى لا تقودنا هذه الفلسفة إلى غياهب الإلحاد حفظنا الله وإياكم منه.
حري بنا حينما نتطرق إلى الفلسفة أن نذكر أنها بدأت كثقافة غربية خاصة عند اليونانيين وهي مستمرة إلى وقتنا الحاضر ومن أشهر أعلامها: سقراط ، أفلاطون و أرسطو. بعد ذلك بزمن بدأت تظهر في الشرق من العالم في مصر والهند القديمة والصين ومن أشهر أعلامها: قابالاه، بوذا , كونفوشيوس , ابن سينا ،ابن رشد ،ابن خلدون ، الفارابي و محمد الشيخ. مايهمني هنا هو أن نركز في حال أردنا الإطلاع والقراءة على فلاسفتنا المسلمين والذين يمكن الأخذ عنهم ومطالعة مؤلفاتهم ذلك أن الفلسفة سلاح ذو حدين ينبغي التعاطي معها بحذر والإستفادة منها بالقدر الممكن لأنها من طرق الثقافة واسعة المجالات ولكن حذار من الإنزلاق في براثنها المريبة كالتفكر في الأمور الغيبية والوجود وأصل الإنسان ونحوها فلا طائل من ورائها إلا إثارة الشكوك التي قد تصل إلى حد الهلوسة , بل نكتفي بما يثري ثقافتنا العقلية من فلسفة الفضيلة والتعليم والسياسة والتي قد أشبعت بحثا ودراسة.
| |
|