يبدو أن محمد الدريني مؤلف كتاب عاصمة جهنم أراد أن يشرك القراء معه في المذبحة التي تعرض لها في مقار أمن الدولة وداخل معتقلات وسجون مصر, التي قاده حظه العاثر للإقامة فيها, فيعذبهم- ولو نظريا- ويشعرهم بآلام السياط والعصي المكهربة وكل ما لا يتصوره العقل البشري من أدوات التصفية وتدمير الإنسان جسديا ومعنويا, لقد قادني المؤلف الي هذه الزنازين السوداء والضيقة والي مقابر الأحياء في أمن الدولة التي أطلق عليها عاصمة جهنم, وكشف عن أهوال لا أعتقد أن المصريين في أي عصر مضي مهما كان بطش حاكمه قد تعرضوا لها. لقد ماتت قلوب وضمائر ضباط وجنود أمن الدولة ـ ويا لها من يافطة ـ وتحولوا الي وحوش كاسرة ضد مصريين, كل جريمتهم الاختلاف في الرأي والاعتقاد مع الحاكم, لقد كانت بالفعل حرب إبادة استهدفت الشعب المصري. كيف سيلاقي هؤلاء الأشرار ربهم بكل هذه الذنوب الغارقين فيها حتي النخاع؟ كيف يعود هذا الجزار من عمله في هذا الجهاز ـ الذي كان عارا علي مصر ـ الي منزله في المساء وينام مرتاح الضمير بعد أن عذب ضحاياه حتي الموت؟ كيف يلتقي بأطفاله ويحتضنهم ويده تقطر منهما دم ضحاياه؟ كيف يمكن لزوجة أن تعيش آمنة مطمئنة مع مثل هذا الزوج السفاح وكيف لا تخشي أن يقتلها أو يغتصبها؟!. إنني أدعو كل المصريين لقراءة كتاب عاصمة جهنم التي هي مقر مباحث أمن الدولة المنشور الكترونيا علي الإنترنت والذي يتحدث أيضا عن أبرياء أدخلهم النظام السابق السجون والمعتقلات بحجة حماية أمن البلاد, لم أجد في النهاية اجابات علي عدة أسئلة شغلتني وهي:(1) لماذا لجأ النظام السابق الي سجن آلاف الأبرياء ومن بينهم أطفال في سن العاشرة؟ ولماذا كان التعذيب شديدا الي حد قتل مئات السجناء؟ ولماذا كانت حملات التعذيب اليومي في المعتقلات؟ ولماذا رفض النظام السابق الافراج عن المعتقلين دون أدني احترام لأحكام القضاء؟ سيظل شعب مصر, مدينا لشباب ثورة 25 يناير التي حررت بلادنا من هؤلاء الطغاة الذين ماتت ضمائرهم وتلاعبوا بكل القوانين.