يقول الشيخ أبو إسحاق الحويني في احد دروسه قصة أعجب من العجب
يقول الشيخ أنه زار أحد أصدقائه فوجده كئيبا حزينا فلما سأله عن سبب حزنه بكى الرجل بكاءا عظيما ثم قال ياشيخ زوجتي مريضة وأنا ألازمها منذ أيام
يقول الشيخ أبو أسحاق الحويني أستغربت منه هذا البكاء العظيم وكاد أن يسقط من عيني وهو كما أعرفه من الرجال الصالحين أحسبه والله حسيبه هذا غير انه مرض عارض ليس بالخطير
فلما أنتبه الرجل قال ياشيخ هل تستغرب أنني ابكي على زوجتي هذا البكاء فلو عرفت عنها ما أعرف لعذرتني ولم تلمني فاسمع مني ياشيخ
يقول الرجل أنه رجل فقير الحال في وظيفة متواضعة بالكاد يسد حاجته وقد شاء الله ان يفاتحه أحد الأشخاص لما رأى امانته وصلاحه بان يزوجه إبنته لما رأى من صلاحه وتقواه وكان أبو الزوجة غني من الأغنياء فتم الزواج وكانت نعم الزوجة الصالحة جعلت حياته جنة في الأرض بكل ماتعني الكلمة
الى ان جائني والدها يوما وقال لي اتق الله يافلان وأشتر لزوجتك بعض الخبز والجبن والفلافل والفول ولاتكثر عليها اللحم فقد ملت من اكل الدهن واللحم والفاكهة
يقول الرجل فتحت فمي ولم أدري ما أجاوب فلم افهم ماذا قال وماذا يقصد حتى قابلت زوجتي وسالتها فكانت المفآجأة التي حركت الأرض من تحت اقدامي
لقد كانت زوجته كلما تذهب الى أهلها ويقدمون لها اللحم والطبخ الدسم والفاكهة كانت تقول لاأريده فقد مللته ولا تأكل شيئا منه وتقول ان زوجها لايحرمها من شيئ منه بل انه أكثر عليها منه حتى ملت من اللحم والفاكهة لكنها تشتهي الجبنة الحامضة والفلافل وماشابهها فهو لايحضره لها
بينما الحقيقة أنها في بيت زوجها لم تكن ترى اللحم الا في الشهر والشهرين مره وكان أغلب أكلها من الجبنة الحامضة والفلافل والفول فلم يكن الرجل يملك مايسد جوعه ولا جوع زوجته لكن الزوجة الصالحة أرادت أن ترفع زوجها عند اهلها وتجعله كبيرا في اعينهم
كانت تتحمل الجوع والحرمان ولا ترضى ان يعيره احد بفقره وحاجته بل كانت تصبره وتشد من أزره وتذكره بموعود الله له أن صبر ولم يمنعها أنها كانت الغنية الثرية التي حرمت متعة الدنيا بل كانت نعم الزوجة الصالحة الصابرة
فقال الرجل للشيخ ابو أسحاق الحويني هل علمت الآن ماسبب بكائي وخوفي عليها ياشيخ وهذا الموقف أحد مواقفها فقط فلو حدثتك عنها وعن صلاحها وصيامها وقيامها وتقواها وحسن خلقها معي ومع الناس ماأوفيتها حقها فاطرق الشيخ أبو اسحاق راسه وأنصرف وهو يدعوا لها من كل قلبه فوالله انها لنعم الزوجة فلا إله الا الله
أخواني وأخواتي الكرام لا أخفيكم أنني عندما سمعت قصة تلك الزوجة الصالحة نزلت دموعي على عيني أكبارا واجلالا لهذه الزوجة التي عرفت كيف تتاجر مع ربها وعلمت أن رضى زوجها من رضى ربها وهو مفتاح جنتها
أمرأة كريمة أبية ذات همة عالية ونفس عزيزية آثرت رضى ربها ومولاها وأدت حق زوجها فهنيئا لها رضى ربها ثم رضى زوجها
ياأختاه يا أختي المسلمة تعلمي من هذه الزوجة الصالحة التي جعلت هذا الأحاديث امامها ونصب عينيها فلله درها
قال نبينا صلى الله عليه وسلم ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم ( لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، و أطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة )
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال ، فإن يصيبوا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون . ونحن معشر النساء نقوم عليهم ، فما لنا من ذلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك كله )