علمي طفلك أن يري بقلبه
الحياة اليوم صاخبة كلها ضجيج وزحام وهرولة.. الكل يجري وراء اطماعه, لم نعد نلتفت للأشياء والمعاني الجميلة وليت هذا الموقف كان علينا وحدنا بل نقلناه لأطفالنا.. فكيف نغرس فيهم الجمال الذي أساسه حب الإنسانية المفقودة؟
الدكتور أحمد سامي أستاذ علم نفس الطفل بجامعة القاهرة يري أن النشء المفتقد للمعاني الجميلة كالحب والخير والجمال لايأتي من ورائه إلا الدمار خلقيا ومعنويا فلو توقفنا لحظة لنتساءل هل هذه هي الحياة حقا أم أنها دائرة مفرغة أغلقناها علي أنفسنا ولايمكن التحرر منها فان الاجابة سوف تكون انها حياة ناقصة لأننا نفتقد مايغذي أرواحنا وينمي أذواقنا ويخلصنا من ملوثات الحضارة.
وأشار الي ضرورة اصطحاب الوالدين للأطفال الي حديقة لاعطائهم فرصة النظر للطبيعة بجمالها.. أن يستمعوا لحفيف الأشجار وزقزقة العصافير وسيتمتعوا بألوان الورود فكلها أشياء تفتح قلب الطفل للحياة والسعادة.. واذا كان الصيف فرصة لممارسة الأبناء للسباحة والرياضيات المختلفة فلامانع بشرط أن نترك لهم فرصة التأمل ليكون منهم عالم الرياضيات والفلك والطبيعة بدلا من إهلاكهم في الجري وراء الماديات التي تقضي علي مستقبلهم فنجني جيلا هشا فارغا.
وأضاف د.أحمد سامي أن تعليم الأطفال الرؤية بالقلب ترفع من مشاعرهم وأن ظن الوالدين بأن التمتع بالجمال مشروط بالسفر فليس هذا صحيحا لأن الأماكن المزدهرة بالطبيعة موجودة بالقاهرة والحدائق المتنوعة ويمكن تزويد الأبناء بكراسة للرسم لنقل صور الجمال ومنحهم مكافأة علي ذلك وينصح د. أحمد بأن يتعلم الطفل أن يقف ليري ويسمع ويتأكد أن المال لايستطيع شراء قيم الجمال, وكلما حدث ذلك أمكن للوالدين انقاذ الجيل من انحدار القيم الجميلة التي هي أساس بناء حياتهم, وان امتزجت بطباع أغرب حتي استساغ الصغار سماع الضجيج من الأغاني الهابطة المروجة لدنو الذوق والمشاعر, والخروج بالأبناء الي دور الأيتام والمسنين لنزرع في النفوس الرحمة والعطاء وكلها معاني مفتقدة