تيوليب •° نائبه المدير °•
عدد مساهماتى |♥ : 4846 تاريخ ميلادى |♥ : 27/11/1965 تاريخ تسجيلى |♥ : 09/01/2011 موقعى |♥ : www.elfagr.ahlamontada.net/
| موضوع: الامام بن كثير الأربعاء أبريل 20, 2011 6:26 am | |
|
هو أبو الفداء إسماعيل بن الخطيب شهاب الدين أبو حفص عمر بن كثير عماد الدين القرشي الشافعي. اتفق المؤرخون على أن ابن كثير ولد فى مطلع القرن الثامن الهجري، ولم ينقلوا شيئا عن تحديد اليوم والشهر الذي ولد فيه.
وذهب جمهور المؤرخين إلي أن ولادته كانت سنة 701هـ الموافق 1301م، وقرر بعضهم أن ولادته كانت سنة 700هـ، وتشكك فريق آخر فى السنتين، ولم يجزم فى تحديد سنة ولادته منهم، فابن حجر فى ـ رحمه الله ـ وهو من أقرب الناس لحياة ابن كثير من المؤرخين يقول فى كتابه " إنباه الرواه " إلي أنه ولد سنة سبعمائة، ولكنه عاد وتشكك فى كتابه الآخر " الدرر الكامنة " فقال ولد سنة سبعمائة أو بعدها بيسير ".
وقد سبقه فى هذا التردد مؤرخ الإسلام الذهبي، وهو معاصر لابن كثير، وذكر أنه سمع منه الحديث، ومع ذلك قال فى ولادته " ولد بعد السبع مائة، أو فيها " وقال الذهبي فى كتاب آخر " مولده سنة نيف وسبعمائة ".
والسبب فى هذا الاصطراب عدم وجود سجلات للولادة في هذا العصر، وإن تحديد ولادة العلماء المشهورين يلجأ إليها فيما بعد بالقرائن، وكان الاضطراب فى ولادة ابن كثير مستنبطا من كلامه هو، عندما يقول فى ترجمة أبيه المتوفي سنة 703هـ " وكنت إذ ذاك صغيرا ابن ثلاث سنين أو نحوه، لا أدركه إلا كالحلم "، وهذا يرجح أن تكون ولادته سنة701هـ، وهو ما عليه أكثر المترجمين الآن.
نشأته وتربيته:
تدل كتب التراجم والتاريخ أن ابن كثير ـ رحمه الله ـ نشأ فى أسرة علمية متدينة، فكان أبوه " عمر بن كثير بن ضوء بن كثير البصروي " فقيه،أديب، شاعر، خطيبا فى القرية، ثم صار خطيبا ـ التي ولد فيها الابن ـ مجيدل، وكان الأب مشهور، ولقبه شهاب الدين، وكنيته أبو حفص.
ويظهر من كتب التراجم أيضا أن والده كان حريصا على تربية أولاده تربية دينية صحيحة، وأن يتوجهوا لدراسة العلوم الشرعية، ولذلك كان الأخ الاكبر لابن كثير، وهو عبد الوهاب فقيه، وتولي رعاية أخيه إسماعيل فرباه بعد وفاة أبيه، وهو ابن ثلاث سنين، ورحل الأخ الكبير عبد الوهاب مع صاحبنا ابن كثير إلي بصري ودمشق، وتفقه ابن كثير على أخيه عبد الوهاب فى مبدأ أمره.
وانصرف ابن كثير ـ رحمه الله ـ وهو فى دمشق إلي طلب العلم، وتحصيل المعارف، والتقي مع علمائها ومشايخه، إلي أن صحب محدث الديار الشامية فى عصره، أبا الحجاج جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك، المشهور بالمزي، الحافظ للحديث وإمام الحفاظ فلازمه، وأخذ عنه العلم الكثير، ثم تزوج ابنته، وسمع عليه أكثر تصانيفه، وهذا ما صرحت به معظم المصادر.
شيوخه:
وتفقه بالشيخ برهان الدين إبراهيم بن عبدالرحمن الفزاري الشهير بابن الفركاح المتوفى سنة 729،هـ وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم، ومن أحمد بن أبي طالب المعمر أكثر من مئة سنة الشهير بابن الشحنة، والحجار المتوفى سنة 730، ومن القاسم ابن عساكر، وابن الشيرازي واسحق ابن الآموي، ومحمد بن زراد، ولازم الشيخ جمال يوسف ابن الزكي المزي صاحب تهذيب الكمال واطراف الكتب الستة، المتوفى سنة 742، وبه انتفع وتخرج، وتزوج بابنته، وقرأ على شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية المتوفى سنة 728 كثيرا، ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ المؤرخ شمس الدين الذهبي محمد بن أحمد بن قايماز المتوفى سنة 748، وأجاز له بمصر أبو موسى القرافي، والحسيني، وأبو الفتح الدبوس، وعلي ابن عمر الواني، ويوسف الختني، وغير واحد.
تلاميذه:
وتلاميذه كثر: منهم، ابن حجي، وقال فيه: «أحفظ من ادركناه لمتون لأحاديث، وأعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وما اعرف اني اجتمعت به، على كثرة ترددي إليه، إلا واستفدت منه
وقال ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب: الحافظ الكبير عماد الدين، حفظ التنبيه وعمره 18 سنة، وحفظ مختصر ابن الحاجب، وكان كثير الاستحضار، قليل النسيان، جيد الفهم، يشارك في العربية، وينظم نظما وسطا، قال فيه ابن حبيب: «سمع وجمع وصنف، وأطرب الأسماع بالفتوى وشنف، وحدث وأفاد، وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير.
ثناء العلماء عليه:
قال الحافظ شمس الدين الذهبي في المعجم المختص: «الامام المفتى المحدث البارع، فقيه متفنن ومفسر نقال، وله تصانيف مفيدة».
وقال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة: «اشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله وكان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة، سارت تصانيفه في حياته، وانتفع الناس بها في حياته وبعد وفاته، ولم يكن على طريق المحدثين في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل، ونحو ذلك من فنونهم، وإنما هو من محدثي الفقهاء
وعلق السيوطي على قول ابن حجر فقال: «العمدة في علم الحديث على معرفة صحيح الحديث وسقيمه وعلله واختلاف طرقه ورجاله جرحا وتعديلاً، وأما العالي والنازل ونحو ذلك: فهو من الفضلات لا من الأصول المهمة
وقال المؤرخ الشهير أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن سيف الدين المعروف بابن تغري بردى الحنفي في كتابه المنهل الصاغ والمستوفى بعد الوافي: «الشيخ الإمام العلامة عماد الدين أبو الفداء.. لازم الاشتغال، ودأب وحصل وكتب، وبرع في الفقه والتفسير والحديث، وجمع وصنف، ودرس وحدث وألف.
وقال عنه ابن الوزير في كتابه إيثار الحق علي الخلق " وينبغي ههنا مطالعة كتب قصص الأنبياء ومن أجودها كتاب ابن كثير البداية والنهاية. ويقول كذلك فالزنجاني والذهبي وابن كثير من أئمة الأثر وأئمة الشافعية وأهل السنة.
وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والفقه والعربية وغير ذلك، وأفتى ودرس إلى ان توفى»!واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير، وهو القائل:
تمر بنا الأيام تترى، وإنما نساق الى الآجال، والعين تنظر فلا عائد ذاك الشباب الذي مضى..... ولا زائل هذا المشيب المكرر
ملامح شخصيته وأخلاقه:
لقد حبا الله عز وجل ابن كثير ـ رحمه الله ـ بكثير من الصفات الحميدة، والشمائل الكريمة، والخلال العذبة، والتي لا يتصف بها إلا العلماء الأخيار الأفذاذ، ومن هذه الصفات:
1- الحفظ: وهب الله عز وجل ابن كثير حافظة قوية، وذاكرة ممتازة، وموهبة متفوقة، فكان قادرا على حفظ العلوم، والمتون، واكتناز المعلومات،وظهر أثر ذلك في مصنفاته.
فقد حفظ ابن كثير القرآن الكريم وهو فى الحادية عشرة من عمره، وصرح بنفسه على ذلك، وحفظ التنبيه فى الفقه الشافعي، وعرضه سنة ثماني عشرة، وحفظ مختصر ابن الحاجب فى أصول الفقه، وحفظ المتون المتنوعة فى العلوم، ولذلك وصفه عدد من العلماء بحفظ المتون، فقال شيخه الذهبي " ويحفظ جملة صالحة من المتون والرجال وأحوالهم، وله حفظ ومعرفة "
وقال عنه تلميذه ابن حجي " أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث ورجاله، وأعرفهم بجرحها وصحيحها وسقيمه، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك ".
2- الاستحضار: اقترنت صفة الحفظ عند ابن كثير بصفة أخري وهي صفة الاستحضار، مما يدل علي المنحة الإلهية له بقوة الذاكرة، وقلة النسيان، وهو من أعظم المواهب الإلهية، وأكبر ميزة للعالم والمصنف والفقيه.
لذلك كان ابن كثير يستحضر المتون والكتب والعلوم، حتى لفت نظر المحققين والمحدثين، فهو ينقل من مصادر عدة، ولكنه يضع المعلومات بصيغته وأسلوبه الخاص به، مما يرجح أنه كان يكتب ويصنف من ذاكرته وحافظته،ويتصرف بذلك حسب مقتضي الحال والمقام.
3- الفهم الجيد: هذه الصفة من المنح الإلهية للإنسان، ومن التوفيق الرباني له، وتتأثر بالعوامل المكتسبة عن طريق الإخلاص، والتقصي والدراسة، والاستيعاب، والاجتهاد، وتحري الدقة العلمية، مما تساعد صاحبها ـ مع فضل الله تعالي وتوفيقه ـ إلي الفهم الجيد، والإدراك الصحيح، والاستنتاج المقبول، لذلك يقول عنه تلميذه ابن حجي " وكان فقيها جيد الفهم، صحيح الذهن ".
4- خفة الروح: وهذه الصفة من الصفات الحسنة للإنسان عامة، ومن عوامل التفوق والنجاح فى التدريس والوعظ خاصة، وتدل على سماحة النفس، والاهتمام بالطلاب، والتخفيف عنهم، والترويح في التدريس.
5- الالتزام بالحديث والسنة: من صفات ابن كثير أنه كان حريصا على التزام السنة، والدعوة إلى اتباع السلف، وهو ما يظهر عند مراجعة مؤلفاته وكتبه، ولا غرابة فى ذلك فهو المحدث الفقيه الحافظ لأحاديث الرسول (عليه الصلاة والسلام)، وكان ابن كثير رحمه الله يحارب البدع، ويدعو إلى تركه، ويساهم فى إنكاره، ويفرح لإبطاله، ويسجل هذه المشاعر والعواطف والمباديء فى كتبه ومصنفاته، وكان يتتبع البدع ويتألم لوجوده، ويسعي لإبطاله، ويهلل لإلغائه.
6- الخلق والفضيلة والموضوعية: كانت أخلاق ابن كثير رحمه الله حميدة، ويلتزم الفضائل والقيم، وسعة الصدر، والحلم، والصداقة المخلصة، والتقدير لشيوخه، فقد ترجم لعدد كبير منهم فى تاريخه، وأثني عليهم خير، وعدد مناقبهم، وأثبت فضائلهم، واعترف بالأخذ من الأساتذة، وحسن الصحبة للزملاء والمعاصرين.
7- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذا من المباديء الإسلامية الرشيدة فى الدعوة والنصح والإرشاد، والتكافل والتناصح بين أفراد الأمة والمجتمع، وهو واجب عيني على كل مسلم قادر ومستطيع أن يقوم به لحديث رسول الله " من رأي منكم منكرا فليغيره............." ويتأكد واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرعلى الدعاة والعلماء والمصلحين، ثم على الحكام والمحكومين.
وكان ابن كثير يعرف واجبه فى هذا الجانب الخطير، ويؤدي حقه فى مرضاة الله تعالي للحاكم والمحكومين، لا يبتغي بذلك إلا الأجر والثواب، ومرضاة الله تعالي، ولا يخشى فى الله لومة لائم، فيقول الحق، ويقرر الشرع، ويؤدي الأمانة، ويبلغ حكم الله تعالي في كل الأمور والظروف والأحوال، ولو كان الامر يتعلق بشؤون الحكم، والخلاف بين الأمراء الذين يحاولون أن يتحصنوا بفتوي كبار العلماء، ويجعلونها ذريعة لتحقيق مآربهم.
8- إنصاف الخصوم: يقول الله عزوجل " إن الله يأمركم أنة تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " والعدل مطلوب مع الحكام والقضاة ومع كل ذي ولاية وسلطة مهما تنوعت واختلفت وتفاوتت درجاته، وذلك بإنصاف الناس، وحتى الخصوم، وحينئذ يصبح الإنسان من السابقين إلي ظل الله يوم القيامة.
والعدل من الفضائل، وخاصة إذا كان مع الأمر مع الخصم، فهو أعلي درجات العدل بأن ينصف الإنسان خصمه من نفسه، وهذه المرتبة العليا لا يبلغها إلا القلة، وتدل علي أن صاحبها بلغ رتبة عالية من تطبيق أحكام الشرع وآدابه، ومراقبة الله تعالي في ذلك، حتي يجاهد نفسه فيخضعها للحق، ويقف بها عند جادة الصواب، ولا يستسلم لهواه وأهوائه.
وهذا ما حدث مع ابن كثير ـ رحمه الله ـ فى ترجمته لكثير من خصومه فى الرأي والفكر والمواقف، فيصفهم بالحق والعدل، ولا يتجني عليهم، ولا ينقصهم صفة لهم، ومن الشواهد الكثيرة علي ذلك نجد في " البداية والنهاية " أنه كان بين ابن كثير وبين قاضي القضاة تقي الدين السبكي خصومة فكرية...
وتشاء الظروف أن توجه اتهامات إلى قاضي القضاة بالتفريط فى أموال الأيتام، وطلب من المفتين أن يضعوا خطوطهم بتثبيت الدعوي ضده، لتغريمه ومحاكمته، ويصل الأمر إلي صاحبنا العلامة ابن كثير ذي الخلق الكريم، والموقف العادل، فيأبي الكتابة، وينصف قاضي القضاة، ويوقف الافتراء والاتهام إلي أن يتبين الحق، ويسجل ذلك في تاريخه فى أحداث سنة 743هـ.
9- الإصلاح الديني: نزل الإسلام صافيا من السماء، وبلغه رسوله (عليه الصلاة والسلام) حتي لحق بالرفيق الأعلي، وقد ترك أمته علبي المحجة البيضاء، والتزم الصحابة (رضوان اله عليهم) بهذا الطريق القويم، وأدوا الأمانة، ونشروا الإسلام فى الخافقين وسار التابعون، وتابعوا التابعين على نهجهم، فكانوا خير القرون فى تطبيق الإسلام، ونصاعة مبادئه، ثم بدأ يعلق به الغبار مع الأيام، وتضاف إليه بعض الأمور والتي لا تتفق مع جوهر الدين، وتلحق به البدع والخرافات شيئا فشيئ،وقد تستشري فى بعض الأحيان لتشوه صورة الإسلام النقية.
وهنا يأتي دور العلماء والدعاة والمصلحون ينادون بالدعوة إلي تطبيق الإسلام، والعودة إلى مبادئه الصافية، وتطهيره من البدع والخرافات، وقد ظهر فى القرن السابع والثامن الهجريين علماء أفذاذ يمثلون هذا الاتجاه الاصلاحي، وكان الأشهر والأبرز فى هذه المدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية، وقف فى وجه البدع والخرافات الموجودة والمنتشرة في هذا الوقت، ورفع الراية في وجه المبتدعة وغلاة الصوفية.
وكان من نتيجة ذلك أن انقسم العلماء والفقهاء والحكام والناس فى شأن ابن تيمية إلي فريقين، فتحامل عليه علماء الصوفية، وكثير من الفقهاء والقضاة، حتي وشوا به عند الحكام فوقف بعضهم بجانبه والبعض الآخر وقف ضده، وكان من الذين وقفوا مع ابن تيمية وناصروه ابن كثير رحمه الله.
نشاط ابن كثير العلمي:
كان وقت ابن كثير رحمه الله ـ مشغول، وأعماله كثيره، ولكنه كان عازفا عن المناصب الرسمية، أو الاشتغال فى الأعمالالحكومية، ومتفرغا للبحث العلمي، وكان ذلك ديدنه في شبابه ونشأته، وفي مراحل تكوينه، ولما استوي على سوقه، وبلغ من العلم شاوا كبير، وحصل المستوي اللائق فيه، بقي ملازما العلماء، ومستفيدا منهم، كشيخه المزي الذي بقي مصاحبا له ختي وفاته، ومثل شيخه ابن تيمية، والحافظ الذهبي، وابن القيم، وغيرهم، وعكف على العلم والتعلم والتعليم، وحصر نفسه فى المجال العلمي.
لذلك نري ابن كثير يتولي الأعمال التالية:
1- الإقراء: حفظ ابن كثير القرآن الكريم فى صغره، وختمه وهو فى السنة الحادية عشرة من عمره، وأتقن القاءة، وصار من القراء،، ويظهر أثر ذلك علميا فى كتابه "التفسير" وفيما كتبه فى "فضائل القرآن" ولذلك عده الداوودي من القراء، وترجم لخه في طبقاتهم التي ألفه، ولكن ابن الجزري لم يترجم لابن كثير في طبقات القراء، ثم تولي ابن كثير عمليا مشيخة الٌقراء بمدرسة أم الصالح.
2- التحديث: هذا جزء من عمل التدريس، ولكن يختص به بعض العلماء المعروفين بالحفظ والرواية، وممارسة التحديث، ويندر من يقوم بهذا العمل إلا الخواص المتخصصون به.
وكان ابن كثير ـ رحمه الله ـ حافظا لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم، وكان محدث، لأنه سمع عددا كثيرا من المحدثين وأئمة الحفظ فى عصره فى الشام ومصر، وأخذ الحديث سماعى وإجازة، ثم مارسه، ووصف بانه " الحافظ المحدث ".
3- التدريس: تولي ابن كثير التدريس، وهو العمل الأساسي له الذي أعطاه اهتمامه، واتصل به مع الناس، ونفع الله به التلاميذ والطلاب، وحقق الخير علي يديه.
قال ابن تغري بردي عنه " وجمع وصنف ودرس "، وقد ولي ابن كثير ـ رحمه الله ـ التدريس فى المدرسة النجيبية المخصصة للشافعية بدمشق، وبدأ التدريس يوم الخميس 11 جمادي الاولي سنة 736هـ، والغالب أنه بقي يسكنها ويدرس فيها إلي لآخر عمره، مع أعماله الأخري.
4- الفتوي: وهي الإخبار بالحكم الشرعي، والفتوي أهم واجبات الفقيه، وهي منزلق خطير للخطأ والضلال من جهة ؛ ولذلك ورد فلى الحديث الشريف " أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم علي النار " أي أن أكثركم جرأة وتسرعا فى الفتيا فهو الأسرع إلي النار ؛ لأنه لا يقدر عاقبة عدم إصابته للحق، بسرعته وعدم ترويه، أو عندما تكون الفتوي لغير وجه الله تعالي، او لبيان الباطل وتحريف الدين، أو مسايرة الناس والعوام والحكام والرؤساء، او بسبب الجهل بأحكام الدين.
وكان ابن كثير ـ رحمه الله ـ قد حصل الفقه الإسلامي من المذهب الشافعي على شيخه برهان الدين الفزاريوغيره،وأتقن معرفة الأحكام، وصنف فيه، وكان يمارس الفتوي بالحق والعدل، والصدق والأمانة، والإخلاص، حتي تركت فتاويه اصداء كثيرة، وأطلق عليه شيخه الذهبي " الفقيه المفتي "، وقال عنه ابن حبيب " وأطرب الأسماع بالفتوي، وقال الدكترو الندويس " كان ابن كثير من المفتين الكبار فى عصره ".
وهذا يدل على تمكن ابن كثير ـ رحمه الله بالفقه ومعرفة الأحكام الشرعية، وإخلاصه فى علمه وعمله، وثقة الناس به، وأخذ الطلاب عنه الفقه والإذن بالفتوي، وتوجيه القضاة والحكام الفتوي له فى القضايا المهمة والخطيرة.
5- التأليف والتصنيف: يظهر أن ابن كثير ـ رحمه الله ـ لم تشغله الأعمال السابقة عن هوايته الأولي فى التأليف والتصنيف، فكان حريصا على ذلك، ومتفرغا فى معظم الوقت للتصنيف، بعد أن ملك ناصيته، وحصل العلوم المختلفة، وتخصص فى الحديث والتفسير والتاريخ والفقه، وبلغ شأوا كبيرا فى النحو والأدب وعلوم العربية.
وكان ابن كثير رحمه الله قد توفرت فيه مؤهلات التأليف والتصنيف بدرجة عالية، فأنس به، وبذل فيه الجهد الكبير، وأعطاه ثمين الوقت، وأاكب على التدقيق والتمحيص، وقدم للبشرية إنتاجا غزيرا ثر، وكتبا نافعة مفيدة، أصبحت مرجعا لطلاب العلم والمعرفة فى عصره، واستمرت طوال القرون السبعة التي مضت، ولبا تزال المصدر الرئيس فى تخصصاتها إلي اليوم والمستقبل.
قال عنه ابن حجر "وسارت تصانيفه فى البلاد، وانتفع بها الناس بعد وفاته".
وقال الشوكاني "وقد انتفع الناس بمصنفاته، ولا سيما التفسير" وقال الزركلي "تناقل الناس تصانيفه في حياته".
ومما يؤكد ذلك أن كتب ابن كثير قد كارت فى الأقطار الإسلامية ما ذكره ابن كثيرر فى حوادث سنة 763هـ أن شابا أعجميا حضر من بلاد "تبريزوخراسان" ويزعم أنه يحفظ البخاري ومسلما وجامع المسانيد والكشاف للزمخشري، فهذا كتابه جامع المسانيد قد طار إلي أقصي المشرق فى بلاد تبريز وخراسان، وأن الشباب هناك يحفظونه، أو يحفظون شيئا منه.
6- المكانة العلمية والاجتماعية: تبوأ ابن كثير ـ رحمه الله ـ مكان الصدارة اجتماعيا وعلمي، وذلك لعلمه وفضله ومواقفه وآرائه، وعدله واعتداله فى النظر إلى الأمور، والحكم عليه، ولذلك كان يدعي مع علية القوم للأمور الهامة، والقضايا الخطيرة، ليشارك في المشاورة، ويبدي رايه فى الخلافات الجسيمة، كما كان يشارك في امتحان الطلبة فى التخصصات العالية، لما له من مكانة علمية، واحترام شعبي واجتماعي ورسمي.
وكان ابن كثير يحضر مجالس كبار العلماء فى عصره، مما يدل على مكانته العلمية الاجتماعية، فيقول عن حوادث سنة 766هـ ـتحت عنوان "عقد مجلس بسبب قاضي القضاة تاج الدين السبكي": ولما كان يوم الاثنين الرابع والعشرين من ربيع الأول عقد مجلس حافل بدار السعادة بسبب من رمي به قاضي القضاة تاج الدين الشافعي ابن قاضي القضاة السبكي، وكنت ممن طلب إليه، فحضرته فيمن حضر.... واستمر النظر فى القضية، واستمر إلي الشهر التالي، وحضره ابن كثير، وفيه تفاصيل انتهت بالصلح.
مؤلفات ابن كثير:
وهو من أفيد كتب التفسير بالرواية، يفسر القرآن بالقرآن، ثم بالأحاديث المشهورة في دواوين المحدثين بأسانيدها، ويتكلم على أسانيدها جرحاً وتعديلا، فيبين ما فيها من غرابة أو نكارة أو، شذوذ غالبا، ثم يذكر آثار الصحابة والتابعين، قال السيوطي فيه: "لم يؤلف على نمطه مثله".
1- تفسير القرآن العظيم
إن علم التفسير هو أحد علوم القرآن الكريم التيتعتبر أهم العلوم الشرعية على الإطلاق، وهي من العلوم الضرورية التي يحتاج إليها اكل مسلم، لأن القرىن الكريم هو الدعامة الأولي للعقيدة الإسلامية، والركيزة المتينة لبناء الإسلام، والمنبع الصفي للأخلاق، والمصدر الرئيس للعبادات والأخلاق.
بدأ ابن كثير اهتمامه بالقرآن الكريم منذ صغره فقد حفظ القرآن الكريم، وكان اهتمامه باللآثار وعلم السلف باعثا على معرفة أقوالهم فى كتاب الله عزوجل، كما كانت دراسته الفقهية المتفتحة مساعدا له علي تحري الأحكام الشرعية من مصدرها الاول "القرآن الكريم" وقام ان كثير بكتابة تفسير للقرآن الكريم هو المسمي "تفسير القرآن العظيم"، وهو من خير التفاسير، وقد احتل مكانة مرموقة فى المكتبة الإسلامية، وشهد له بذلك العلماء، وذاع صيت هذا الكتاب، وتداولته الايدي قديما وحدسيثا على مختلف المستويات العلمية والشعبية والدينية، وهو يقع فى أربع مجلدات كبيرة.
يقول السيوطي " له التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله "، ويقول الاستاذ أحمد محمد شاكر " فإن تفسير ابن كثير أحسن التفاسير التي رأين، وأجودها وأدقه، بعد إمام المفسرين أبي جعفر الطبري "
منهج ابن كثير في تفسيره:
أ- تفسير الآية بعبارة سهلة، وبأسلوب مختصر، يوضح المعني العام للآية الكريمة.
ب- تفسير الآية بآية أخري إن وجدت، حتي يتبين المعني، ويظهر المراد، وقد يذكر ابن كثير عدة آيات فى تفسير الآية الأولي، وكأنه يجمع بين الآيات المتشابهة والمتماثلة في المعني، والمتحدة فى الموضوع، فتأتي الآيات المتناسبة فى مكان واحد.
ج- رواية الأحاديث بأسانيدها غالب، وبغير إسناد أحيانا لإلقاء الضوء النبوي علي معني الآية، لأن وظيفة الرسول (صلي الله عليه وسلم)التبليغ والبيان.
د- تفسير القرآن بأقوال الصحابة، يردف ابن كثير فى تغفسير الآية ما وصله من أقوال الصحابة فى تفسير هذه الآية،حسب المؤهلا ت التي يمتلكونه.
هـ ـ الاستئناس بأقوال التابعين وتابعي التابعين ومن يليهم من علماء السلف، وخاصة أهل القرون الأولي الذين شهد لهم النبي () بالخيرية، وحملوا الدعوة والإسلام.
وـ الإسرائيليات. نتج عن روايات بعض الصحابة وبعض التابعين وجود الاحاديث والروايات المأخوذة من مصادر اهل الكتاب، والتي تسمي الإسرائيليات، ومعظمها غير صحيح وغير معقول، وأكثرها غرائب وطرائف.وقد نتوه ابن كثير علي وجود هذه الإسرائيليات في مقدمة تفسيره، فقال " تذكر للاستشهاد لا للاعتضاد ".
وكان ابن كثير ينبه على الإسرائيليات والموضوعات في التفسير، تارة يذكرها، ويعقب عليها بأنها دخيلة على الرواية الاسلامية، ويبين انها من الاسرائيليات الباطلة المكذوبة، وتارة لا يذكرها بل يشير إليها، ويبين رأيه فيها، وقد تأثر في هذا بشيخه ابن تيمية، وزاد على ما ذكره كثيرا، وكل من جاء بعد ابن كثير من المفسرين ممن تنبه إلى الاسرائيليات والموضوعات، وحذر منها.
ولا عجب في هذا، فهو من مدرسة عرفت بحفظ الحديث، والعلم به رواية ودراية وأصالة النقد، والجمع بين المعقول والمنقول، وهي مدرسة شيخ الاسلام ابن تيميه وتلاميذه: ابن القيم والذهبي وابن كثير وأمثالهم.
زـ الأحكام الفقهية يتعرض ابن كثيرعند تفسيرآيات الأحكام إلي بيان الأحكام الشرعية، ويستطرد في ذكر اقوال العلماء وأدلتهم، ويخوض فى المذاهب ويعرض أدلتهم.
حـ ـ الشواهد اللغوية والشعرية: اعتمد ابن كثير علي الللغة العربية فى فهم كلام الله تعالي، فيجب أن يفسر حسب حسب مقتضي الألفاظ، واساليب اللغة، ودلالات الألفاظ، وشواهد الشعر التي تدل علي المعني وتوضح المراد.
ط ـ الأعلام والرجال: حرص ابن كثير على ذكر الأعلام الذين نقلت عنهم الآراء، ليكون دقيقا في نقله، مع المحافظة على الأمانة العلمية، فجاء تفسيره زاخرا بأسماء العلماء وأعلام الرجال.
ك ــ قوة الشخصية: عرض ابن كثيرلأحاديث متعددة، وروايات كثيرة، وأقوال مختلفة، ولكنه لم يقف عند هذا الحد، بل كانت شخصيته العلمية واضحة وبارزة، وظاهرة، فكان يبين درجة الأحاديث، ويثبت صحة أكثره، ويضعف بعض الروايات، ويعدل بعض الرواة، ويجرح بعضا آخر، وكل ذلك لباعه الطويل فى فنون الحديث وأحوال الرجال، وسار على هذا النهج فى إراد الأحكام الفقهية، وآراء المذاهب فيعمد إلي بيان الراجح منه.
ى ـ الاقتباس: كان ابن كثير رحمه الله يعتمد علي من سبقه من المفسرين، وينقل عنهم، ويصرح بذلك، ومهم إمام المفسرين ابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن عطية، وأقوال شيخ الإسلام ابن تيمية.
المآخذ على تفسير ابن كثير:
جاء تفسير ابن كثير ذخيرة علمية، ولكنه لم يخل من بعض المآخذ التي لاحظها العلماء:
1- الإطالة: فقد حرص ابن كثير رحمه الله تعالي علي ذكر الأسانيد كاملة، كما حرص على إيراد الروايات المتكررة فى الموضوع الواحد والاستعانة بالشواهد اللغوية، مما يؤدي إلي الملل، والتعب، والسآمة من الإطالة فى عرض تفصيلات وجوانب متفرعة ودقيقة، لا يستفيد منها غلا فئة معينة من العلماء والباحثين، وهذا ما دعا العلماء في هذا العصر إلى إختصار هذا التفسير.
2- الإسرائيليات: كان ابن كثير رحمه الله متنبها لأمر الإسرائيليات وخطره، وتعرض لها فى مقدمة كتابه، ومع ذلك فقد أوردها فى كتابه للاستئناس بها بحجة " الاستشهاد، لا الاعتضاد " وقد نبه فى معظم الأحيان عليه، ويذكر الرواية، ثم يصرح بأنها إسرائيلية، وقد بين بطلانه،، ولكن القاريء العادي سوف يقرأه، وقد لا يتنبه إلي كونها إسرائيلية، وقد تعلق بذهنه.ولذلك حرص المختصرون علي اختصار هذا التفسير إليإغفالها نهائي، وشطبها كلية.
2ـ اهتمام ابن كثير بالتاريخ. «البداية والنهاية».
يمثل التاريخ أحد مصادر المعرفة الغنسانية التي اهتم بها الناس، فتدارسوه، وألفوا مجالسه، واستمعوا أخباره، وصنفوا فيه، لأنه يرضي غريزة حب الاستطلاع في الأنسان، ويبعث على العبرة والتفكير فى الأحداث، فالعاقل من اتعظ بغيره، والمحنك من من تخطي تجارب غيره، فالتاريخ يعطي القاري والسامع نماذج من السلوك البشري بما فيه من غرائز وعواطف وميول، وسلوك وطموحات، وآمال، وآلام، مع بيان النتائج التي تترتب على كل تصرف.
وجاء القرآن الكريم بذكر ألأخبار الالمم الماضية، وفصص الأنبياء والمرسلين، ولكنه باختصار شديد يركز علي مواطن العبرة والعظة، ومكان الإثارة والاستفادة مع النص القرآني المكرر يقول تعالي " تلك القري نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله الله علي قلوب الكافرين " سورة الأعراف.
ومن هنا اتجه ابن كثير وعلماء المسلمين وأئمتهم إلي جمع الاخبار، ومعرفة الأماكن والأحوال التي أشارت إليها الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، واشتاقت نفوسهم إلي التوسع فى فهم القصص المذكورة فى القرآن عامة، وقصص الأنبياء خاصة، وفى ذات الوقت عنوا عناية كبيرة بسيرة الرسول (عليه الصلاة والسلام )، وما يتبعها من المغازي بشكل أخص.وهكذا نري العلاقة الوثيقة بين علم التاريخ، وعلم السيرة، وعلم مصطلح الحديث ورجاله وتراجمه، وكثبرا ما جمع العالم الواحد بين هذه التخصصات الثلاثة.
واهتم ابن كثير بالتاريخ فكتب " البداية والنهاية " حتي بز أقرانه، وتفوق علي سابقيسه ومعاصريه، واشتهر فى كتابه التاريخ كاشتهاره فى التفسير، وأصبح فى عداد المؤرخين الدمشقيين فى القرن الثامن، بل كان ألمعهم شهرة، وأكثرهم توفيقا وسداد، مخلصا فى عمله، موضوعيا فى بحثه.
مضمون البداية والنهاية:
هو كتاب فى التاريخ عامة، والتاريخ الإسلامي خاصة،فاشتمل علي تاريخ ما قبل الإسلام من بدء الخليقة وهو المقصود بالبداية ثم يذكر قصص الأنبياء، بدأ من قصة آدم عليه السلام، ثم أخبار الأمم السابقة، حتي وصل إلي السيرة النبوية تفصيل، مع التوسع فى سيرة الرسول (عليه الصلاة والسلام) ومعجزاته، وتابع المسيرة مع تاريخ المسلمين فى العهد الراشدي،فالأموي، فالعباسي، وما زامنه من العهد الفاطمي والأيوبي، ثم المملوكي.
ورتب ابن كثير كتابه حسب السنين، فيقول: ثم بدأت سنة كذ، ويذكر الأحداث المهمة فيها بما يتعلق بالدولة والأحداث التاريخية والخارجية، والحروب والأوبئة والمجاعات، ثم يتعرض لوفيات تلك السنة بالإيجاز والاختصار، وترجمة الخلفاء والأمراء والعلماء والأعلام، دون استيعاب، حتي وصل إلي نهاية حوادث سنة 767 هـ، ويأتي بعد ذلك بأخبار نهاية العالم والأمم، وهو المراد بالنهاية، وبذلك يكون المضمون متفقا مع العنوان "البداية والنهاية ".
إن شهرة ابن كثير فى التاريخ لاتقل أهمية عن شهرته فى التفسير،فالكتاب قيم ومفيد، ويأتي فى طليعة كتب التاريخ العام، والتاريخ الإسلامي، وخاصة ان صاحبه مفسر أول، ومحدث ثاني، وخبير بالسيرة النبوية ثالث، ويتمتع بالصفات المؤهلة للتأليف والتصنيف مع الحياد والموضوعية، والاعتماد على القرآن الكريم والسنة، وتحليل الأحداث من منظور إسلامي، مما جعل هذا الكتاب محل الاهتمام والاعتبار فى العالم قديما وحديث، وعكف عليه العلماء والباحثون والدارسون والعلماء، ولذلك قال عنه الشوكاني " وله التاريخ المشهور " مع الأسلوب الواضح، والتوثيق، وحسن الاختيار.
قال عنه ابن تغرى بردى: وهو في غاية الجودة.. وعليه يعول البدر العينى في تاريخه.
المآخذ علي كتاب البداية والنهاية.
وردت بعض المآخذ على كتاب البداية والنهاية منه:
1- عدم التوازن في تقسيم الكتاب، والتوسع فى جانب، والاختصار فى جانب آخر.
2 - عدم شمول الوفيات فيه للعلماء والأعلام الذين ماتوا.
3- إن تقسيم الأحداث حسب السنين، تضطر المطلع إلي بذل مجهود كبير، ليجمع أشتات حادثة معينة وقعة في سنين متفرقة، أو جمع حوادث مصر معين في عدة سنين.
باقي مؤلفات ابن كثير:
3ـ كتاب (التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل) جمع فيه كتابي شيخيه المزي والذهبي، وهما (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) و(ميزان الاعتدال في فقد الرجال)، مع زيادات مفيدة في الجرح والتعديل.
4ـ كتاب (الهدى والسنن في أحاديث المسانيد والسنن) وهو المعروف بجامع المسانيد جمع فيه بين مسند الإمام أحمد والبزار وأبي يعلى وابن أبي شيبة مع الكتب الستة: الصحيحين والسنن الأربعة. ورتبه على الأبواب
5ـ (طبقات الشافعية) مجلد وسط، ومعه مناقب الشافعي.
6ـ وخرج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية.
7ـ وخرج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية
8 ـ وشرع في شرح البخاري ولم يكمله
9ـ وشرع في كتاب كبير في الأحكام ـ وصل فيه إلى الحج.
10ـ واختصر كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث ـ سماه (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث) والذي قال فيه الحافظ ابن حجر: وله فيه فوائد
11ـ ومسند الشيخين ـ يعني أبا بكر وعمر.
12، 13 ـ السيرة النبوية، مطولة ومختصرة، وقد أشار إلى ذلك في تفسيره لسورة الأحزاب عند بيانه لقصة غزوة الأحزاب، اما السيرة الصغيرة فمفقودة وفيما يتعلق بالسيرة الطويلة فانه يبدو وأن المؤلف ادمجها في كتابه «البداية والنهاية» بعد ان كتبها أولا في صورة مستقلة وقد سجل المحققون
ـ ومنهم الدكتور مصطفى عبدالواحد ـ ملاحظات على هذه السيرة منها:
1ـ إنه ـ أي الحافظ ابن كثير ـ لا يبالي برواية كثير من الأخبار الواهية ـ خاصة أخبار الجاهلية وقصص الجان وما إلى ذلك.. وكان يبريء نفسه
أ ـ بذكر السند في كل خبر فيلقي بذلك التبعة على غيره.
ب ـ إنه كان يعلق على الأخبار ـ بحكم أنه حافظ متقن خبير بالأسانيد والرجال، بمثل قوله (غريب جدا) أو (لم يخرجوه) أو (منكر) أو (شديد النكارة) أو (شديد الغرابة) أو (ضعيف) أو (شديد الضعف) أو (تفرد به فلان وهو مجهول).. الخ
وقد ضم الكتاب كذلك، كثيراً من الأشعار التي يغلب عليها الصنعة والتكلف مع كثير من الأخبار الأسطورية التي لا تتناسب مع ما وصلت إليه البشرية من تقدم، كما كان يكرر أحيانا الخبر الواحد، أو الرواية في أكثر من موضع لتعدد المناسبة أو لتعدد طرقه.!
14ـ رسالة في الجهاد ـ مطبوعة..
15ـ قصص الأنبياء، وهو جانب من جوانب البداية والنهاية، جعل مصدره الأول فيه القرآن، ورفض روايات أهل الكتاب ومخالفاتهم للقرآن واصفا إياها بالكذب والبهتان، ويحقق الأحاديث والسنن المروية في شأن الأنبياء، وهكذا يعتبر كتاب قصص الأنبياء هو أسلم الكتب من حيث صحة المصادر
وفاته:
اتفق المؤرخون على أن ابن كثير رحمه الله توفى بدمشق يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة 774 هـ الموافق 1373م عن أربع وسبعين سنة، وكانت جنازته حافلة ومشهودة، ودفن بوصية منه فى تربة شيخ الإسلام ابن تينمية لمحبته له، وتأثره به،، لينعم بجواره حيا وميت.
وقد رثاه أحد طلاب العلم فقال:
لفقدك طلاب العلوم تأسفوا وجادوا بدمع لا يبيد كثير
ولو مزجوا ماء المدامع بالدما لكان قليلا فيك يا ابن كثير رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله عن الإسلام والقرآن خير الجزاء.
| |
|